للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونزع عنها حسنًا وأَولاده وحاشيته واستقرّ أَميرًا بها إِلى أَن كان ما سنذكره في السنة الآتية.

وفيها في ربيع الآخر أُهين اليهود والنصارى إِهانةً بالغةً في استخراج الذهب الذي قُرِّرَ عليهم في وفاءِ الجزية الماضية، ونالهم من الأَعوان كُلَفٌ كثيرة.

* * *

وفى هذه السنة كثر عيث العربان بالوجه القبلى والبحرى واشتدَّ بأْسهُم، وثارت الأَحامدةُ (١) من عرب الصعيد، وهم قافلةٌ من أَراضى الحجاز من آل بلى سكان "دامة" فما فوْقها إِلى جهة ينبع، فتحوّلوا إِلى الصعيد الأَعلى فنزلوا فيه واتخذوه وطنًا، ووثبوا على والى قوص فقتلوه وقتلوا خلقًا معه.

وفيها في ربيع الآخر توجه يلبغا المظفَّرى إِلى دمشق فاستقرّ بها أَميرًا كبيرًا، ونُقل طوغان من نيابة صفد إِلى حجوبِيّةِ دمشق، ونُقِل خليل الجشاري (٢) من حجوبيّة دمشق إِلى صفد، وكان المتوجّه من القاهرة إِينال الأَزعرى.

وفيه توجّه محمد شاه بن قرا يوسف صاحب بغداد إِلى ششتر (٣) فحاصرها وفيها بقية آل أويس فقاتلوه ومنعوا البلد منه.

وفي جمادى الأُولى استقر أَقبردى المنقار في نيابة الإِسكندرية عوضًا عَنْ صُمَاىْ (٤).

وفى ربيع الآخر توجّه نائب حلب إِينال الصصلانى ونائبُ طرابلس سودون التركماني - قبْلَ المخامرة - على جرائد الخيل في طلب كردي بن كَندَرَ التركماني ففرّ منهم فأَخذوا


(١) هم في الأصل بطن من طى، انظر في ذلك القلقشندي: قلائد الجمان، ص ٨٣، أما دامة فقد وردت في نفس المرجع، ص ٤٥، بصورة "داما" وعرفها بأنها ماء دون عيون القصب.
(٢) ورد في الضوء اللامع ٣/ ٧٧٥ التعريف بواحد اسمه خليل التوريزى ويعرف بالشجارى (بتقديم الشين على الجيم)، وذكر أنه انفصل عن نيابة الاسكندرية في سنة ٨١٦ أو في التي بعدها.
(٣) هكذا في جميع نسخ المخطوطة على أنه ورد في العزاوي: العراق بين احتلالين ٣/ ٤١ أن محمد شاه بن قرأ يوسف صاحب بغداد توجه في ربيع الآخر ٨١٨ إلى "سيس" فحاصرها.
(٤) ورد في الضوء اللامع ٣/ ١٢٤٢ "صوماي الحسنى: الحسنى الظاهرى برقوق"، وقال إنه مات في حدود سنة ٨٢٠.