للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَعقابه واستولوا على كثير من أَغنامه وأَبقاره، ثم توجهوا إِلى قلعة دربساك فحاصروها ثلاثًا فأَخذوها، وفرّ عن كردى أَكثر أَصحابه فتسحَّب إِلى مرعش وانضمّ إِليه فارس بن مردخان بن كندر.

وفيه توجّه نائب ملطية كزل في طلب حسين بن كبك وأَخيه سولو، وكانا قد نازلا جرباص من أَعمال ملطية وأَحرقاها فأَدركهما فتحصّنا بقلعة كَركر (١)، فقَتَل من جماعتهما خلقًا ورجع إِلى ملطية، فيخرجا وجمعا عليه من التركمان والأَكراد جمعًا كبيرًا فرجعوا عليه فقاتلهم وهزمهم.

* * *

وفيها سقطت دار من الدور القديمة التي أُخِذَت لتضاف إِلى المدرسة التي ابتدأَ السلطانُ في إِنشائها داخل بابي زويلة، فمات تحت الردم منهم أَربعة عشر نفسًا.

وفي جمادى (٢) الآخرة طرق سودون القاضي الجامع الأَزهر - وهو يومئذ حاجب الحجاب وبيده نظر الجامع - بعد عشاء الآخرة ومعه كثيرٌ من أَعوانه، وكان بلغه أَنَّه حدث بالجامع من الفساد بمبيت الناس فيه ما لا يُعَبَّر عنه، فأَمر بعدم المبيت فيه فلم يرتدعوا فطرقهم، فوقع من أَعوانه النّهْبُ في الموجودين فامتنعوا بعد ذلك من المبيت، وأخرج بعد ذلك ما بالجامع من الصناديق والخزائن للمجاورين لأَنها ضَيَّقَتْ على المصلِّين.

* * *

وفيها - في أَوّلها - كانت كائنة الشيخ سَليم - وهو بفتح السين - وذلك أَنه كان بالجيزة بالجانب الغربي من النيل كنيسةٌ للنصارى، فقيل إِنهم جددوا فيها شيئا كثيرًا، فتوجه الشيخ من الجامع الأَزهر ومعه جماعة فهدموها، فاستَعَان النصارى بأَهل الديوان من القبط فسعوا عند السلطان بأَنّ هذا الشيخ افتات في المملكة وفعل ما أَراد بيده بغير حكم حاكم، فاستُدْعِىَ هذا المذكور فأُهين، فاشتدّ أَلمُ المسلمين لذلك، ثم توصّل


(١) جاء في مراصد الاطلاع ٣/ ١١٥٩ بأنها قرب ملطية وعلى الطريق منها إلى آمد، انظر أيضا بلدان الخلافة الشرقية ص ٢٠١.
(٢) أمام هذا الخبر في هامش هـ: "إخراج المجاورين بجامع الأزهر".