للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأَخذ عن علماءِ عصره، ولازم القاضي تاج الدين السبكى لمّا قدم القاهرة، وكَب من (١) الكتب له ولغيره (٢) شيئًا كثيرًا جدا، وكان صحيح الخطِّ ويذاكر بأَشياءَ حسنة، ثم حصل له سوءُ مزاجٍ وانحراف ولم يتغيّر عقله، وكان عارفًا بالحساب. مات في جمادى الأُولى.

٣ - أسنبغا الزردكاش، كان أَصله من أَولاد حلب فباع نفسه وتسمّى "أَسنبغا" وتوصّل إِلى أَن خدم النَّاصر فحظى عنده وارتفعت منزلته حتى زوجه أُخته واستنابه لمّا خرج إِلى السفرة التي قُتِل فيها، فجرى من أَسنبغا ما قدم شرحه إِلى أَن قُبض عليه وحُبس بالإسكندرية فقُتل بها؛ قال العينتابي: "كان ظالما غاشما لم يشتهر عنه إِلَّا الشر".

٤ - إِينال بن عبد الله الصصلائي كان (٣) من الظاهرية وتنقَّل في الخدم إِلى أَن ولى الحجوبية الكبرى بالقاهرة، ثم كان مِمَّن انضمّ إِلى شيخٍ فولَّاه نيابة حلب في سنة ستّ عشرة، وكان فيمن حاصر معه (٤) نورور إِلى أَن قُتل نوروز ورَجع (٥) إِلى ولايته بحلب. وكان شكلا حسنا عاقلًا (٦) شجاعًا عارفًا بالأُمور قليل الشرّ، ثم كان مِمَّن عصى على المؤيّد هو وقانباى نائبُ الشام ونائب طرابلس ونائب حماة فآل أَمرهم إِلى أَن انهزموا وأُسِروا، وقُتل إينال بقلعة حلب في شعبان من هذه السنة؛ ورأَيْتُ الحلبيين يثنون عليه كثيرًا، ولما (٧) خامَر علَى المؤيدّ لم يحصل لأَحدٍ من أَهل بلده منه شرّ بل طَلَب أَخْذَ القلعة فعصى عليه نائبها فحاصره أَيامًا ثم تركه وتوجّه إِلى الشام. ذَكرَه القاضي علاء الدين في تاريخه


(١) "من" ساقطة من ز، هـ.
(٢) ذكر السخاوى في الضوء اللامع ٢/ ٢٣٢ أن المترجم نسخ لابن حجر كتابه "تعليق التعليق".
(٣) عباوة: "كان من الظاهرية" غير واردة في هـ.
(٤) أي مع المؤيد شيخ.
(٥) المقصود بذلك إينال بن عبد الله نفسه.
(٦) لم ترد كلمتا "عاقلا شجاعا" في هـ، ولكن جاء بدلهما "عالما".
(٧) من هنا حتى آخر الترجمة غير وارد في هـ.