للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٥ - أَيوب بن سعد (١) بن علوى الحسباني الناعوري (٢) الدمشقى، وُلد سنة تسع وأَربعين، وحفظ "التنبيه" وعرضه على ابن جملة (٣) وطبقته، وأَخذ عن العماد الحسبانى وذويه، ثم فتر عن الطلب واعتذر بأَنه لم يحصل له نيّة خالصة، وكان ذا أَورادٍ من تلاوةٍ وقيام وقناعةٍ واقتصادٍ في الحال وفراغٍ عن الرئاسة مع سلامة الباطن. مات في صفر.

٦ - حاجي بن عبد الله زين الدين الرومى المعروف بحاجى فقيه، شيخ التربة الظاهرية خارج القاهرة، كان عريًا من العلم إِلَّا أَنّ له اتصالًا بالترك كدأْب غيره. مات في شوّال فاستقرّ في مشيختها الشيخ شمس الدين البساطي (٤) بعناية الأَمير ططر نائب الغيبة، وكان السبب في ذلك أَن نائبَ الغيبة كان لا يحبّ القاضي جلال الدين البلقيني، فاتَّفق أَن البلقيني أَفْتى فُتْيا فخالفه فيها كاتبه (٥) والبساطى المذكور، فنمّ إِليه بعض أَهل الشر بذلك فوقف على ما كتَبنا وتغيّر منه واحتشم مع كاتبه، وتقوّى على جانب البساطي لضعفه إِذ ذاك، فأَرسل إِليه وأَحضره وأَسمعه ما يكره وبالغ في إِهانته، فخرج وهو يدعو عليه فطاف علَى مَنْ له به معرفة يشكوه، فبَلغ ذلك الأَميرَ ططر فغضب من ذلك، واتفق موت حاجي فقيه فعيّنه في المشيخة مراغمًا للبلقيني، ولم يستطع البلقيني تغيير ذلك بل


(١) "سعد" وأحيانا "سعيد" وسيرد هذا الرسم الثاني في ترجمة ابنه رقم ٣٢ في وفيات السنة التالية في هذا الجزء من الإنباء، وانظر أيضا الضوء اللامع ٢/ ١٠٩٠، ويلاحظ أنه لم ترد هذه الترجمة في ظ.
(٢) "الساغورى" في هـ؛ و "الباعونى" في الضوء ٢/ ١٠٩٠، و "الشاغوري" في الشذرات ٧/ ١٣٢.
(٣) "ابن جميلة" في الضوء اللامع ٢/ ١٠٩٠، وهناك اثنان يعرفان "بابن جميلة" أحدهما يوسف بن إبراهيم المحجى وكانت وفاته سنة ٧٣٨ كما جاء في الدرر الكامنة ٥/ ٥٨٦٩؛ أما ثانيهما فهو المقصود في المتن وهو محمود بن إبراهيم المعجمى المتوفى سنة ٧٦٤ كما جاء في الدور الكامنة ٤/ ٤٧٦٨ وشذرات الذهب ٦/ ٢٠٣، ومعنى هذا أن المترجم عرض عليه حفظه التنبيه وهو دون الخامسة عشرة من عمره.
(٤) نقل الضوء اللامع ٣/ ٣٤١ هذه الترجمة عن الإنباء حتى هذه الكلمة؛ أما الشمس البساطي هذا فهو محمد بن أحمد بن نعيم (بالفتح فالكسر) المالكي ويعرف بالبساطي نسبة إلى بساط قروص التي قال عنها السخاوى في الضوء ج ٧ ص ٥ ترجمة رقم ٥، ج ١١ ص ١٩٠ إنها قرية بالغربية، على حين أشار محمد رمزى: القاموس الجغرافي ج ٢ ق ٢ ص ٨٥ أنها بالدقهلية مركز طلخا وقال عنها: "إنها تعرف ببساط التصارى لكثرة عددهم بها" ثم ذكر اسمها عند الأوربيين، وقد اهتم البساطى بالفقه وفروعه و العربية، وأكثر من القراءة لكنه لم يطلب الحديث أصلا وإنما وقع له اتفاقًا، وولى التدريس بالشيخونية والصالحية والجمالية ومشيخة التربة الناصرية فرج بن برقوق ومات سنة ٨٤٢، انظر ترجمته بالتفصيل في السخاوى: ذيل رفع الإصر ص ٢٢٠ - ٢٣٩.
(٥) يعني ابن حجر بذلك نفسه.