للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

استدْعى البساطى وأَظهر الرضى عليه وخَلع عليه فرجية صوف من ملابسه واسترضاه لما علم من عناية الأَمير ططر به. فالله المستعان.

٧ - خلف بن أَبي بكر التحريري المالكي، أَخذ عن الشيخ خليل في "شرح ابن الحاجب"، وبرع في الفقه وناب في الحكم، وأَفتى ودرّس ثم توجّه إِلى المدينة (١) فجاوربها مُعْتنِيا بالتَّدريس والإِفادة والانجماع والعبادة إِلى أَن مات بها (٢) في صفر عن ستين سنة (٣).

٨ - دمرداش المحمّدي الظاهري، كان من قدماءِ مماليك الظاهر [برقوق]، ولمّا جرت فتتة منطاش كان خاصكيًّا وكان معه في الوقعة ففرَّ مع مَن انهزم إِلى حلب، فلمّا استقرت قدمُ الظاهر في السلطنة حضر إِليه فولَّاه نيابة طرابلس ثم نقله إِلى الأتابكية بحلب فأَقام مدّة، ثم ولَّاه نيابة حماة، ثم مات الظاهر وهو نائبها فحاصره، ثم لما أَراد أَن يتسلطن أَطاعه ووصل صحبته إِلى غزة، ففرّ إِلى الناصر فولَّاه نيابة حلب بعد قتْل تنم وذلك في رمضان سنة اثنتين وثمانمائة، ففي تلك السنة غزا التركمانَ فكسروه الكسرةَ الشنيعة، ثم كان من شأْن اللنكية ما كان، فيقال إِنه باطَنَهم وفى الظاهر حاربهم وانكسر. ثم أمسكه اللنك من القلعة واستصحبه إِلى الشام بغير قيْدٍ ولا إِهانة، فلمّا قرُب من الشام هرب إِلى الناصر. فلما فرّ الناصر ومَن معه مِن اللنكية توجّه هو إِلى جهة حلب، فلما نزح اللنك ومَن معه دخل دمرداش إِلى حلب في جَمْعٍ جمَعه وذلك في شعبان سنة ثلاثٍ فأَقام حاكمًا بحلب، فولَّى الناصرُ دقماقَ نيابة حلب فواقع دمرداش ففرَّ إِلى التركمان، ثم بعد مدّة ولَّاه نيابة طرابلس فاستمرّ بها إِلى سنة ستٍّ ثم نقله إِلى نيابة حلب في رمضان منها؛ ثم واقعه جكم في سنة سبع فانهزم إِلى أَياس، ثم ركب البحر ووصل إِلى القاهرة ثم نكص راجعًا إِلى التركمان، ثم هجم على حلب بغتةً فاستولى عليها في سنة ثمان، ثم أَخرجه منها نوروز فتوجّه إِلى حماة فهجم عليها بغتةً ثم أُخرج منها فتوجّه إِلى دمشق فأَقام عند نائبها شيخ الذي تسلْطن بعد ذلك.


(١) أمامها في هامش ش: "على الحال بها أفضل الصلاة والسلام والتحية والإكرام".
(٢) أي بالمدينة المنورة.
(٣) في ش بعدها "رحمه الله تعالى".