للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم كان معهم في وقعة السعيدية ووُجِّه نائبًا بحلب مِن قِبل الناصر، ووصل الناصر إِلى حلب سنة تسعٍ وهو في خدمته، ثم رَجع إِلى مصر واستصحبه وقَرَّر في نيابة حلب جركس المصارع، ثم تولَّى دمرداشُ نيابةَ صفد؛ ثم نُقِل إِلى نيابة حلب فأَخرجه منها شيخ ففرّ إِلى أَنطاكية، فلمّا توجّه الناصر في طلب شيخ فرّ منه إِلى الأّبلستين فسار دمرداش في خدمة النَّاصر إِلى أَنْ قرّره بمصر أَتابكًا، ثم كان في خدمة النَّاصر إِلى أَن حضر بدمشق فاستأْذنه في أَن يتوجّه إِلى جهة حلب ويجمع له عسكرًا كثيرًا فأَذن له فتوجّه إِلى حلب، فلما بلغه قتلُ الناصر واستقرارُ نوروز بالمملكة الشاميّة خرج من حلب لما بلغه توجُّهُ نوروز إِليها فوصل إِلى قلعة الروم فأَقام بها؛ فلما بلغَتْه سلطنة شيخ وأَظهر نوروز مخالفته مَالَ أَولًا إِلى نوروز وكاتبه أَن يقرّره في حلب ففعل، وبها يومئذٍ من جهته يشبك بن أَزدمر، فورَدَتْ مكاتبات المؤيّد لمن بحلب أَن يعاوِنوا دمرداش على الركوب على ابن أَزدمر ففعلوا وكسروه، وذلك في ذى الحجة سنة خمس عشرة.

ودخل دمرداش إِلى حلب حاكمًا ووصلت إِليه الخلعة من مصر، ثم بلغه في صفر سنة ستّ عشرة خروج نوروز من دمشق طالبًا البلاد الحلبية فتوجّه نحو العمق، فدخل نوروز إِلى حلب في صفر وقرّر فيها طوخ نائبًا، ورجع نوروز إِلى صفد فحاصره دمرداش فاستنصر طوخ بالعرب فنكص دمرداش إِلى العمق، ثم كانت بينه وبيْن طوخ وقعة عظيمة انكسر فيها دمرداش وذلك في ربيع الآخر سنة ستّ عشرة، وفرّ دمرداش إلى أَنطاكية وغيرها، ثم ركب البحر إِلى القاهرة فتلقَّاه المؤيد بالإِكرام وأَعطاه تقدمة، وكان قرقماس وتغرى بردي (١) - ابنا أَخى دمرداش - صحبةَ المؤيّد لما دخل مصر فأَعطى كلَّا منهما تقدمة وَوَلَّى قرقماس نيابة الشام، فخرج هو وأَخوه، ثم رجع من غزة وأَقام أَخوه هناك فجهّز المؤيّد عسكرًا إِلى الإِيقاع بالعرب، وتقدّم إِليهم بالقبض على تغرى بردى في وقتٍ عيَّنَه لهم، ثم قبض هو على دمرداش وقرقماس في رمضان سنة سبع عشرة واعتقلهما بالإسكندرية وكانت وفاة دمرداش بها في المحرّم سنة ثماني عشرة.


(١) كان تغرى بردى يعرف بسيدي الصغير وقرقاس بسيدي الكبير.