للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان دمرداش مهيبًا عاقلًا مشاركًا في عدّة مسائل، كثيرةَ الإكرام لأَهْل العلم والعناية بهم، اجتمعْتُ به فوجَدْته يستحضر كثيرًا من كلام الغزالي وغيره. قال القاضي علاءُ الدين الحلبي في تاريخه: "كان لا يواجه أَحدًا بما يكره، وقد بنى جامعًا بحلب وأَوقف عليه أَوقافًا كثيرة؛ وله زاوية بظاهر طرابلس لها أَوقاف كثيرة" وهذا بخلاف قول العيني: "ليس له معروف".

٩ - طوغان الحسنى قُتل بمحبسه بالإسكندرية في المحرم، وكان أَصله من جلبان الظاهر برقوق ثم ترقّى إِلى أَن ولى الدويدارية الكبرى للناصر ثم للمستعين ثم للمؤيد، ثم قُبض وحُبس كما تقدّم في الحوادث وخلَّف أَموالًا جمّة؛ وهو صاحب الصهريج والسبيل في رأْس حارة (١) برجوان.

١٠ - عبد الله بن أَبي عبد الله الفَرْخاوى، جمال الدين الدمشقي، عنى بالفقه والعربية والحديث ودرّس وأَفاد، وكان قد أَخذ عن العنابي فمهر في النحو، وكان يعتنى بـ "صحيح مسلم" ويكتب منه نسخا، وقد سمع من جماعة من شيوخنا بدمشق. وفرخا - بالفاءِ والخاءِ المعجمتين (٢) بينهما راءٌ ساكنة - قرية من عمل نابلس. مات في عمل الرماة (٣).

١١ - عبد الله بن أَبي عبد الله العُرْجاني الدمشقى - بضَمّ المهملة وبعد الراء جيم - كان من أَتباع الشيخ أَبي بكر (٤) الموصلى ونشأَ في صلاح وعبادة، وكان سريع الدّمعة وعنده نوعٌ من الغفلة وخشوعٌ وسرعة بكاء، باشر أَوقاف الجامع الأُمويّ مدة ولم يكن يعرف شيئًا


(١) جاء في ث في الهامش "وهما بالدار المجاورة لبيت البلقيني، وكان جميل الصورة طويلا عريضا محتشما يراعى العلماء ويعتقدهم، متعصبا مع من يلوذ به، ولكنه كان مشتغلا بالشرب والمغاني أيام الناصر، ثم انصرف عن ذلك فصار يسمع من العلوم ويجالس العلماء، " وهذا الكلام العينى كما هو وارد في الضوء اللامع ٤/ ٤٠.
(٢) "المفتوحتين" في ث، ش.
(٣) بعده في جميع النسخ "في .... " ثم بياض. ولعله أراد السنة.
(٤) ربما كان المقصود به أبا بكر بن علي بن يوسف المعنى الموصلى حيث كان فقيرًا ملازمًا للصلاة.