للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من حاله (١)، مات راجعًا من الحج بالمدينة النبوية (٢) ويقال إِنَّه كان يتمنّى ذلك، وقد غبطه الناس ببلوغ أُمنيته في موطن منيّته وذلك في ذي الحجة. رحمه الله تعالى.

١٢ - على (٣) بن أَحمد بن علي بن سالم الزبيدي: موفق الدين، أَصله من مكة، وُلد بها سنة سبع وأَربعين، وعنى بالعلم وبرع في الفقه والعربية، ورحل إِلى مصر والشام وأَخذ عن جماعة، ثم رجع إِلى مكة وتحوّل إِلى زبيد فمات بها في ذي القعدة.

١٣ - قانباي: كان من مماليك [الظاهر (٤) برقوق] وتنقلت به الأَحوال إِلى أَن قدم مع المؤيّد في سنة خمس عشرة واستقرّ دويدارًا كبيرًا، ثم نُقل إِلى نيابة الشام كما تقدم في سنة سبع عشرة وثمانمائة، ثم عصي كما شُرح في الحوادث، فلما هُزِم هو ومَن معه فرّ إِلى شمالي حلب فنزل عند بعض التركمان فغدر به وأَحضره إِلى السلطان في رابع عشر شعبان فحبسه بالقلعة فكان آخرَ العهد به، فيقال قُتل في سلخ شعبان.

وكان حسن الصورة (٥) جميل الفعل بنى برأْس سويقة (٦) العزّى مدرسةً فقرّر بها مدرّسين للشافعية والحنفية ووقف لها وقفا جيدا.

١٤ - محمد (٧) بن أَحمد بن محمد بن جمعة بن مسلم الدمشقى الصالحي الحنفي، عزيز الدين المعروف بابْن خضر، وُلد سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة واشتغل ومهَر، وأُذن له في الإِفتاء، ونَاب في الحكم وصار المنظورَ إِليه في أَهل مذهبه بالشام. مات في شوال.


(١) أي من حال الجامع الأموى.
(٢) بعدها في ش "على ساكنها أفضل الصلاة والسلام والتحية والإكرام" ويلاحظ أن ناسخ ش دأب على كتابة هذه العبارة كلما ورد في المتن ذكر المدينة المنورة، وسنكتفى بهذا دون الإشارة إليها كلما تعدد ورودها فيهما بعد.
(٣) ورد في الضوء اللامع ٥/ ٦٢٨ فيمن جده محمد بن سالم بن علي، وترجمته هناك أوفى مما هي بالمتن أعلاه، وقد نقلت شذرات الذهب ٧/ ١٣٣ الترجمة أعلاه دون الإشارة إلى أخذها منه.
(٤) فراغ في بعض النسخ، أما في ش فهو "المؤيد" وقد أضيف ما بين الحاصرتين بعد مراجعة الضوء اللامع ٦/ ٦٦٦ حيث سماه "الظاهري برقوق"، و كان يعرف بقانباي المحمدي الظاهري وبقانباي الصغير أيضا.
(٥) في ز "الصوت".
(٦) في هامش ز "لعلها منعم"، ولكنها في الضوء اللامع ٦/ ٦٦٦ "سويقة منهم". وجاء في تعليق بهامش "ث": "هذا الكلام فيه نظر، فإن المدرسة القانبائية ليست برأس سويقة العزى بل بسويقة عبد المنعم بالقرب من الرميلة والصليبية وليس بها مدرسي الشافعية بل فيها مدرس الحديث النبوى ولا يشترط أن يكون شافعيًا، وكان العجب كيف غفل شيخ الإسلام رحمه الله تعالى عن مثل هذه الحقيقة مع أن شيخه شيخ الإسلام العراق كان مدرس الحديث بها" ..
(٧) هذه الترجمة منقولة بنصها في الضوء الضوء الأم ٧/ ١٣٢، والشذرات ٧/ ١٣٣.