للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٥ - محمد بن جلال بن أَحمد بن يوسف، التركماني الأَصل، شمس الدين بن التبّاني (١) الحنفى، وُلد في حدود السبعين وأَخذ عن أَبيه وغيره، ومهر في العربيّةِ والمعاني وأفاد ودرّس، ثم اتَّصل بالملك الموّيّد - وهو حينئذ نائب الشام فقُرِّر في نظر الجامع الأموى وفى عدّة وظائف وباشر مباشرةً غيرَ مُرْضِية، ثم ظَفر به النَّاصر فأَهانه وصادره فباع ثيابه واستَعْطَى باليد فساءَ، وأَحضره إِلى القاهرة ثم أَفرج عنه، فلما قدم المؤيّدُ القاهرةَ عَظُم قدرُه ونزل له القاض جلال الدين البلقيني عن درس التفسير بالجمالية واستقرّ في قضاءِ العسكر، ثم رحل مع السلطان في سفرته إلى نوروز فاستقرّ قاضى الحنفية بها ودرّس بأَماكن. وكانت له في كائنة قانباى اليد البيضاء، ثمّ لمّا توجّه السلطان إِلى حلب استدْعاه وأَراد أَن يرسله إِلى ابْنِ قرمان فاستعفى، ثم رجع لدمشق فمات في تاسع (٢) عشرى رمضان، وكان جيّد العقل وباشر قضاءَ الحنفية مباشرةً لا بأس بها. ولم يكن يتعَاطى شيئًا من الأَحكام بنفسه بل له نواب يفصلون في القضايا على بابه بالنْوبة.

١٦ - محمد بن محمد بن محمد الشافعي الحموي، ناصر الدين بنُ خطيب نقرين (٣) الشافعي وُلد … (٤) ...... واشتغل قليلًا، وترامى (٥) على الدخول في المناصب إلى أَن ولى قضاءَ حلب سنة اثنتين وتسعين (٦) فباشرها مباشرة غير مرضية فعُزل بعد سنة ونصف بأَبي (٧) البركات الأَنصارى، وتوجّه إِلى القاهرة ليسعى فأَعاده الظاهر إِلى تغرى بردى نائب حلب فحصلت له محنة وأَهانهُ وحَبَسَهُ بالقلعة، ثم عاد إِلى القضاءِ في سنة ست


(١) ذكر الضوء اللامع ٧/ ٥٢٤ أن ذلك نسبة إلى نزلة التبانة ظاهر القاهرة، وقالت شذرات الذهب ٧/ ١٣٣ إنها نسبة إلى بيع التين.
(٢) "رابع عشرى" في الضوء اللامع ٧/ ٥٢٤، ولكنه كما في المتن في شذرات الذهب ٧/ ١٣٤.
(٣) انظر ترجمته في ابن طولون: قضاة دمشق، ص ١٣١ - ١٣٢، وإن كانت نقلا عن إنباء الغمر لابن حجر.
(٤) فراغ في جميع نسخ المخطوطة وقد حذفت ش كلمة "ولد".
(٥) عبارة "وترامى على الدخول في المناصب إلى أن" ساقطة من هـ، ش.
(٦) في هـ "وأربعين" وهو خطأ.
(٧) عبارة "بأبي البركات الأنصاري" غير واردة في هـ، ث.