للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن البارزي واسمه كزل (١) الأَرغون شاوى.

وفى هذا السّنة كثُر البرْسيم الأَخضر فانحطَّ بكثرته سعْرُ الشَّعير، واستغنت البهائم عنه.

وفي صفر تيسر وجودُ الخبز في حوانيت الباعة.

وفى أَواخره قدم مرجان من الصعيد وعلى يده شيءٌ كثير من الغلال وقد انحط السعر بالتماهرة، فرُسِم له أَن يبيع ما اشتراه بالسّعر الحاضر ولوْ خسر النصف.

وفي رابع عشر ربيع الآخر صُرف العينتابي من الحسبة وأُعيد ابن شعبان، وفى أَواخره استقرّ العينتابي في نظر الأَحباس بعد موت شهاب الدين الصفدَى، ثم صُرف ابن شعبان في رجب واستقر منكلى بغا، ويقال إِنَّه أَوّلُ من أُضيفت له وظيفةُ الحسبةِ من الترك.

وفيها أَوْقع أَقباى - نائبُ حلب - بالتركمان بناحية العَمْق - وكبيرهم (٢) كردي بك من كندر ومن انضمّ إِليه - فهزمهم وانتصر عليهم، ثم أَوقع أَقباى بالعرب بأَرض أَلبيرة (٣) فكسرهم بعد أَن نال عسكرَه منهم مشقةٌ عظيمة ووهن.

* * *


= ثلاث وثلاثين، وأطلق الفرس خليل وأذن له أن يسكن حيث شاء من الثغر السكندرى، وأن يركب الجمعة فقط، ثم أذن له الظاهر جقمق أن يركب إلى جهة باب البحر ويسير متى شاء ذلك بعد أن تزوج ببنت الأتابكى تغرى بردى نائب الشام أخت الجمالى يوسف العلامة المؤرخ، ثم أذن له بالحج فحضر إلى القاهرة وحج في سنة ست وخمسين وثمانى مائة، وكان الوالد في تلك السنة في الحج، فإن الوالد كان فيها أمير الحج الشامي ودولات بأى أمير المحمل المصرى، واجتمع الوالد بخليل هذا وأثنى على حشمته ورياسته، ثم لما عاد من الحج وجد المنصور قد تسلطن بعد خلع أبيه نفسه من الملك، ففي يوم دخوله تقدم له الأمر بالخروج إلى الإسكندرية فاستعفى منها ومال في الإقامة بدمياط فأجيب لذلك فتوجه إليها من يومه قبل أن يحل عن حموله، وكان مقيما بها إلى أن مات بها في يوم الثلاثاء ثانى عشر جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين وثمانمائة، وكانت نفسه تحدثه بأنه سيل الأمر وصرح بذلك، ثم وجدت في تاريخ العلامة ابن تغرى بردى ما يدل على ذلك مما قاله في ترجمته، وكان في نيته أمور توفاه الله قبل أن ينالها، وأنا أعرف بحاله من غيري".
(١) ويعرف أيضا بكزل أرغون شاه، وكان ممن عطف المؤيد عليهم وقربهم إليه فولاء نيابة الكرك وذلك بفضل والد زوجته الناصري ابن البارزي، وكان موت كزل في محرم سنة ٨٢٢ هـ، انظر هذا الجزء من إنباء الغمر، ص ٢٠٨، ترجمة رقم ١٢، والضوء اللامع ٦/ ٢٧٧.
(٢) في ش: "وكسرهم" وهو خطأ تاريخي.
(٣) في ش "البصرة".