للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها (١) حاصر نائب طرابلس قلعة الخوابي إحدى قلاع الإسماعيلية فأَخذها عنوةً وخرّبها حتى صارَتْ أَرْضًا.

وفي أواخره مات محمد بن هيازع أمير آل مهدي (٢) من العرب فقُرّر مكانه مانع ابن سنيد.

وفى أوّل ذى الحجة أُنيب (٣) جقمق الدويدار بعرْض أجْناد الحلقة ليسافروا صحبةَ ركاب السلطان إذا تَجَهّز إلى البلاد الشمالية، فاشتدّ عليهم جقمق وحلَّف السلطانُ ناظرَ الخاص بالطَّلاق من زوْجته وبكلّ يمينٍ أن لا يكتم عنه شيئًا، فاشتدَّ الأمرُ على أَجناد الحلْقة جدًّا، ثم أمر السلطان أن يُعرَضوا عليه، وكان ما سنذكره في السنة الآتية.

* * *

وفي عاشر ذي الحجة -يومِ عيدِ النَّحر- أُنزِل المستعينُ بالله أبو الفضل العباس بن محمد العباسي إلى ساحل مصر على فرس، و [أُنْزل] بفرحٍ وخليلِ (٤) ومحمدٍ أولادِ الناصر فرج في محفة وتوكّل بهم الأَمير كزل الأرغنشاوى -وكان أحدَ الأُمراءِ بحماة وزوْج بنت كاتب السرّ- وسار بهم إلى الاسكندرية. وكان المستعين -لمّا خلَعَه المؤيدُ من الملك- نقله من القصر إلى دارٍ من دور القلعة ومعه أهلُه وحاشيتُه، ثم نقله إلى برجٍ قريب من باب القلعة كان الظاهر


(١) سبق أن أشار المؤلف إلى هذا الخبر.
(٢) جاء في كتاب قلائد الجمان، ص ١٠٤ أن آل مهدى من خثعم وأنهم صاروا إلى اليمن، وأشار نفس المؤلف في نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، ص ٢٤٣٠ - نقلا عن ابن خلدون- أن بي خثعم هؤلاء افترقوا في الآفاق أيام الفتح من ثروات اليمن والحجاز، ثم عاد في نفس المرجع ص ٤٢٧ فذكر فرعين اسم كل منهما "بنو مهدى" وهما وإن كانا من القحطانية إلا أن حدهما بطن من بنى خولان من حمير، وذكر أنه كانت لهم دولة باليمن ولكنها انقرضت باستيلاء توران شاه على اليمن، وأما الأخرى فبطن من بي طريف بن جذام ومنازلهم بالبلقاء من بلاد الشام، ولعل هذا هو الفرع المقصود في المتن أعلاه.
(٣) في هـ "أمر".
(٤) توجد فوق كلمة "خليل" قى نسخة هـ إشارة لإضافة في الهامش بخط الناسخ نفسه وهى من تعلقياته، وهي: "مات في سنة ٨٤٨ وكان حج في سنة ٨، ورجع إلى الظاهر جقمق فأكرمه ثم رجع إلى دمياط فأقام بها إلى أن مات، وأحضروا به بعد أيام إلى القاهرة فدفن بتربة جده بالصحراء" ويلاحظ خطأ هذا التعليق في جعله ٨٤٨ سنة وفاته إذ يستفاد من الضوء اللامع أن الوفاة جرت بعد ذلك بعشرة أعوام في جمادي الأولى.