للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حبس فيه أباه المتوكّل، ثم نقله في هذا الشهر إلى الإسكندرية فأَنزله في برجٍ من أبراجها ولم يُجْر عليه معلومًا ولا راتبًا (١).

وانتهت هذه السنة وقد بلغَتْ النفقةُ على الجامع المؤيّدى أربعين ألف دينارٍ ذهبًا.

وفى ثانى عشر ذي الحجة توجَّه السلطان إلى الربيع فأَقام بوسيم خمسةَ عشر يومًا، ونزل ليلةَ السابع والعشرين من ذى الحجة في حرَّاقته (٢) الذهبية في بر أنبوبة، فجَمع بعضُ (٣) الناس له عدةَ مراكب وزيّنوها بالوقيد الكثير، وكان الهواءُ ساكنًا فكانت ليلةً معجبة (٤). وفى هذه السرحة قدَّم الأُستادار عشرة آلاف دينار ومائةٌ وخمسين جملًا، واستمرّ ذلك سُنَّةً بعدَهُ على المباشرين.

وفيها مات أحمد (٥) بن رمضان أحد أُمراءِ التركمان وكان بيده سيس ودرندة، فاختلف أولاده بعده.

وفيها بلَغ السلطانَ في يوم الأربعاء ثامن ذى الحجة أن نائب الحكم ببلبيس أخبر أنه ثبت عنده هلال (٦) ذى الحجة ليلة الثلاثاء، فانزعج السلطانُ. على القاضي الشافعي ونَسَبَه إلى التّفْريط في الأُمور المهمّة، وتكلَّم مع القضاة كلّهم بكلامٍ خشن.

وفي هذه السنة غلب الأَمير بهار بن فيروز شاه بن محمد شاه بن محمد شاه بن تهم ابن جرد بن شاه بن طغلق بن طبق شاه سيف الدين بن قطب الدين على ملك هرمز، وكان حسام بن عدىّ قد خرج على أبيه وغلب على مرمز، فثار عليه بهار المذكور في هذه السنة ففرّ منه إلى جزيرة ساروب ثم حجّ سنة عشرين وثمانمائة.

* * *


(١) أمامها في هامش هـ: "تقدم فى أول حوادث هذه السنة أن سفرهم كان في الثاني عشر من المحرم"، يريد الإشارة بذلك إلى ماورد في ص ٨٥ - ٨٦.
(٢) في هـ "جرافته الذهبيه".
(٣) فوق كلمة "بعض" إشارة في نسخة هـ لإضافة أضافها ناسخها هي قوله: "هو حسن بن نصر الله ناظر الخاص".
(٤) في هـ "لعجينه".
(٥) "أحمد" ساقطة من هـ، وأمام هذا في هامش ث جاء: "ذكر موت أحمد بن رمضان مكررا، لعل ذلك لزيادة الفائدة، سيان اختلاف أولاده على أنه كان يمكنه أن يذكر ذلك فيهما تقدم عند ذكره في هذه السنة".
(٦) يستفاد من التوفيقات الإلهامية ص ٤١٠ أن أول ذي الحجة كان يوم الأربعاء.