للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤٠ - أبو البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن على بن أحمد بن ظهيرة المخزومي المكي، كمال الدين. ولد سنة (١) أربع وستين وسبعمائة، وأُحضر على عز الدين ابن جماعة، ولم يَعْتَن بالعلم بل كان مشتغلًا بالتجارة مذكورًا بسوء المعاملة، وولى حسبةَ مكة ونيابةَ الحكم عن قريبه الشيخ جمال الدين، فعُتِب جمالُ الدين بذلك وأُنكر عليه من جهة الدّولة فعزله، وسعى هو في عزْل جمال الدّين وبذل مالًا في أوائل الدولة المؤيّدية فلم يتم له ذلك حتى مات جمال الدين فتعصّب له بعضُ أهل الدولة فولِيَ (٢) دون السنة، ثم وليه مرة ثانية فى هذه السّنة دون الشَّهرين ومات معزولًا فى ثالث عشري ذي الحجة بعلَّة ذات الجنب.

٤١ - محمّد بن محمّد بن عبد الله شمس الدين بن مؤذِّن الزَّنْجِيليّة (٣)، اشتغل وهو صغير في "حفظ البحرين" و "الألفية" وغيرهما، وأَخذ الفقه عن البدر المقدسي مجمع وابن الرضى، ومَهر فى الفرائض وأخذها عن الشيخ محبّ الدين [الفرضي] واحتاج الناس إليه فيها، وجلس للاشتغال بالجامع الأُموى؛ وكان خيِّرا دَيّنًا. مات في شوّال.

٤٢ - محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الحسبانى، شمس الدين رئيس المؤذنين بالجامع الأُموىّ وكبيرُ الشُّهود بدمشق، كان عارفًا بالشُّروط سريعَ الكتابة ذكيًّا يستحضر كثيرًا من الفقه والحديث مع كثرة التلاوة. مات في شعبان.

٤٣ - محمّد بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن عبد الدائم الباهي، أبو الفتح نجمُ الدين الحنبلي، برع في الفنون وتقرّر مدرّسًا للحنابلة في مدرسة جمال الدين برحبة (٤) باب


(١) جعل الضوء اللامع ٩/ ٢١١ مولده سنة ٧٦٥.
(٢) أي أنه ولي القضاء.
(٣) وتسمى أحيانا بالمدرسة الزنجارية وكانت خارج باب توما وباب السلام، وهى من مدارس الحنفية بدمشق وتنسب إلى فخر الدين عثمان الزنجيلى صاحب الأوقاف المشهورة باليمن ومكة، أنظر النعيمي: الدارس في تاريخ المدارس ١/ ٢٦٦ وما بعدها.
(٤) هي رحمة واسعة كانت تقع أمام أحد أبواب القصر الفاطمي المسمى بباب العيد، وكانت الرحبة غاية في الاتساع يقف فيها العسكر أيام الأعياد، وأشار المقريزى فى الخطط ٢/ ٤٦ إلى أنها لم تزل خالية من البناء إلى ما بعد الستمائة من الهجرة فاختط فيها الناس وعمروا فيها الدور والمساجد فصارت خطة كبيرة من أجل أخطاط القاهرة" وإن ظل اسمها باقيا عليها.