للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وخرج السلطان إلى الريدانية في سادس عشرى المحرّم، وقَرّر في نيابة الغيبة طوغان أمير آخور، وفى القلعة أَزدمر شَايَهْ وكان قدم أميرَ المحمل في أول السنة، وقدم القاصد إلى السلطان بخيمة كبيرة بلغت النفقة عليها عشرة آلاف دينار.

وتقدّم الجاليش صحبة إبراهيم ولد السلطان ومعه قجقار -نائب حلب- وجماعةٌ من الأُمراء، وسار السلطان في رابع صفر، وتأخَّر بالقاهرة فخرُ الدين الأُستادار، وعَيَّن نائبُ الغيبة له مائتي مملوكٍ يكونون صحبَتَه من أجنادِ الحلقة، وسافر القضاة صحبة السلطان على العادة إلَّا المالكي وكان قريب العهد بالقدوم من الحجِّ فأُعْفِيَ من السفر، واتَّفق أن شهاب الدين القرداح كان استقر مؤذنا في ركاب السلطان فتغيّب عن السّفر المرسوم بعد مدّةٍ بالقبض عليه وتجريسه فجُرِّس ثم حُبِس إلى أن جاءَ الخبر بقدوم السلطان فأُفرج عنه وأذن له في ملاقاته:

وفي ثاني عشر صفر وصل ناصر الدين بن خطاب الحاجب بدمشق بسبب ألطنبغا العثماني وقد قبض عليه وسجن بقلعة دمشق، وكان الخبرُ لمّا وصل بذلك أذعن إليه وحلّ سيفه بيده -وهو حينئذ بالخربة- وتوجّه صحبة العسكر إلى دمشق فسُجن بالقلعة.

ونزل السلطان غزة في نصف صفر ونزل بمصطبةٍ (١) اتَّخذها بظاهر المدينة، فقدم خليل الجشارى نائب صفد وحسَنُ بن بشارة مقدّم البلاد الصفدية عليه؛ ثم توجّه إلى جهة دمشق وأمير العربان ومشايخ البلاد يردُون إليه إلى أن وصل برج (٢) الكنيسة في سابع عشرى صفر، وقدم عليه قصّاد أُمراء التركمان يسأَلون الصفح عنهم ويعدونه بحضورهم إلى الطاعة، فأُجيبوا بأنَّهم إن صدقوا في ذلك وصلوا وإلَّا فليتخذ كل منهم سلما.


(١) جاء وصف هذه المصطبة في نزهة النفوس الصيرفى ٩٥ أ س ١١ وما بعده فى قوله إنها "بظاهر غزة من ناحية الشام وهي مصطبة تحتها إصطيل واسع وتحتها منظرة عالية، وبها مرافق كثيرة، ومصروف هذه المصطبة ثلاثة آلاف دينار".
(٢) في نزهة النفوس، ٩٥ أ "مرج الكنيسة"، وفى هـ "مرج الكتيبة".