ثم قدم أقباى نائب الشام في العسكر ودخل السلطان دمشق أول ربيع الأول ولم ينزِلْ بالقلعة بل استمر سائرًا إلى أن نزل بالمصطبة التى قد استجدها لنفسه ببرزة، وابنه إبراهيم حاملٌ القبَّة على رأسه، وكان يومًا مشهودًا.
وفي ليلة الجمعة عمل المولد هناك على العادة، وأرْسل في ثامنه زين الدين الخواجا إلى محمد بن قرمان برسالة.
وفى تاسعه قدم يشبك نائب طرابلس.
وفي عاشره دخل السلطان حمص وقدم نائب حماة جارقطلو فأُعيد إليها من ساعته فعمل المهمّات السلطانية.
وفي ثالث ربيع الأول أَفرج السلطان عن سودون القاضي وأعطاه إقطاع آقبردي المنقار بعْد موته.
وتوجّه السلطان إلى حماة فقدم عليه بها حديثة بن سيف أمير آل فضل وغنام بن زامل أمير آل موسى فتشاجرا في قتل سالم بن طويب فسكَّن السلطان ما بينهما، ثم عُرضَتْ عليه تقادم الأُمراء فقبلها، ثم سار متوجّهًا إلى حلب، فخيّم -في ليلة الثلاثاء سابع عشره- بمنزلة تل السلطان وكانت تُعرَف قديمًا بالعبيديين، وأصبح فاستعرض العساكر هناك، ثم رحل إلى قِنَّسرين فتقدّم إليه بها قجقار القردمى -نائب حلب- بعساكره، ثم قدم طغرلبك بن سقلسيز بعساكره وهم ألفٌ وخمسمائة فارس.
* * *
وفى يوم السبت حادى عشرى ربيع الأول ركب السلطان عِند الفجر وشرع في صفّ الأطلاب وتعبئة العساكر بنفسه، ودَخَل حلب وهو في الميمنة -من شرقى حلب بين النيّرب وجبرين- وشَقَّها إلى أن نزل بالمصطبة الظاهريّة خارجها، ودخلت الميسرة من الجهة الأُخرى والتقوا بالميدان الأَخضر؛ وترقّب وصول الرسل التي أرسلها إلى أطرافه، فقدم في ثاني