للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عشري ربيع الأَول خليل بن بلال الكرى نائب مدينة إياس ومعه مفاتيح قلعتها، فقَرّر في نيابتها صاروجا مهمندار حلب.

وقدم عليه في ثالث عشريه جمعٌ كثيرٌ من التركمان والعربان، ثم جَهّز نائبَ الشام ونائبَ حماة وعسكرهما ومَن انضمّ إليهما منْ تركمانٍ وعربٍ إلى جهة ملطية، وقَرّر داود بن زيد وجماعةً بالعَمق، وقَرّر فى نيابة حلب يشبك اليوسفى، وفى نيابة القلعة شاهين وأرغون وأمَره بتقوية البرجين اللذين جدّدهما جكم فأكمل عمارتهما وشيّدهما وحصّنهما وصارا كقلعتين استخرجتا من القلعة، وعظم شأْن القلعة بهما.

وأمر المؤيّد بعد ذلك بتكميل سور حلب فشرع فيه، وطلب العمّال من البلاد حتى جدّوا فيه، وبعث أهلَ حلب في عمله.

* * *

ثم سار الجاليش السلطاني ومقدّمهم ألطنبغا القرمشي في عدّةٍ من الأُمراء. وتوجّه السلطان في ثاني ربيع الآخر إلى جهة العمق فقدم عليه رسل محمد بن قرمان وفيهم القاضي مصلح الدين قاضي عسكره وصحبته هديةٌ وكتابُ اعتذارٍ عن تقصيره وطبق فضة مسكوكة باسم المؤيد، فعنَّف السلطانُ الرسولَ وعدَّد له خطأ مرسله في امتناعه من تجهيز مفاتيح طرسوس وفى عدم قبْضه على كزل وغيره من المتسحّبين، فاعتذر مصلح الدين فصفح عنه وأَمره بالجلوس وفرّق الدراهم على الحاضرين.

وقدم في ذلك اليوم رسول اللهبن عثمان، ثم قدم إبراهيم بن رمضان وابن عمّه وأكثر التركمان الأوجقية، وقدمت معهم أُمّ إبراهيم وأولاده الصغار فأَكرمهم السلطان وخلع عليهم وأنفق فيهم.

وأرسل مصلحَ الدين لإحضار مفاتيح طرسوس بشَرْط إنْ مضى جمادى الأول ولم يُحضرها مشى السلطان على بلاد ابن قرمان؛ وتوجّه قجقارُ نائبُ حلب إلى جهة طرسوس، فقدم بين يديه شاهين الأَيدكاري فدخل طرسوس وتحصّن نائبها مقبل بالقلعة، فنزل