للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قجقار وحاصر القلعة إلى أن أَخذها بالأَمان في أَواخر ربيع الآخر، وأخذ مقبل فسُجن (١) ومَن معه، وسار السلطانُ على جهة مرعش على الأَبلستين.

وحضر إلى قجقار -لمّا نزل بغراص (٢) - خليفةُ الأَرمن بمفاتيح قلعتي سيس وبادرايا (٣) فجهَّزهم إلى السلطان، فخلع على القصاد وقَرّر في نيابة قلعة سيس الشيخ أحمد أحد العشراوات بحلب. ووصل نائب الشام إلى ملطية في خامس ربيع الآخر فوجد حسين بن كبك قد أحرقها فلم يبق منها إلَّا اليسير ولم يتأخَّر مِن أهلها إلَّا الضَّعيف العاجز، ونزح فلَّاحوها فتوجّه في آثارهم وأعْلَمَ السلطان، فأَرسل السلطان ولده إبراهيم ومعه جقمق الدويدار وجماعة من الأُمراء، فساروا مجدّين ودخلوا الأَبلستين للقبض على ابن ذلغادر ففرّ منهم وأخْلى البلاد، فتوجهوا منها وأوقعوا بمن في كلديا (٤) من التركمان وبمن في خان السلطان وممن فى ساروس (٥) ولحقوا محمد بن ذلغادر في سادس عشره وهو سائر بحريمه وأثقاله فاحتووا على جميع ماله، وخلص في جريدةٍ من الخيل، فقُبض على جماعة من أصحابه، ومِن جملة ما نهب له مائة بختى: كلُّ واحدٍ قدْر الفيل


(١) "فسجن" غير واردة في هـ.
(٢) ضبطتها نسخة هـ بضم الباء، هذا وقد وردت في الإصطخرى برسم "بغراز"، انظر في ذلك المكتبة الجغرافية العربية.٦٥. Bibliotheca Geographorum Arabicarum (ed. de Goeje)، Vol. I، p (طبعة دى خوية) على حين أنها وردت عند ياقوت في معجمه بالصورتين التاليتين: بغراز، وبغراس، وفي كلتيهما بفتح الباء كما نقلهما عنه Le Strange، op. cit. p. ٤٠٧، وهى تسمى في المراجع الغرْبية في العصور الوسطى باسم Pagrae ، وأهميتها أنها تقع على الطريق المؤدى إلى أنطاكية وتعتبر خط الدفاع الأول عنها، انظر في ذلك كله ما كتبه بلوشيه في Blochet Hist. d'Egypte de Makrizi، trad. franc. dans Revue de l'Orlent Latin، t. IX، p. ٣٩. كما أن القوافل في العصور القديمة والوسيطة على السواء كانت تمر ببغراص فأنطاكية فجسر الحديد حتى تصل إلى قنسرين وحلب، انظر في ذلك Dussaud op. cit. p. ٢٩٤
(٣) كلمة غير مقروءة في نسخ المخطوطة، ولكن رجحناها أن تكون بادرايا التي هي إحدى طساسيج كورة استان بأزيجان خسرو، انظر لسترانج: بلدان الخلافة الشرقية، ص ١٠٧.
(٤) هكذا فى نسخ المخطوطة ولم نستطع التعرف عليها فيما بين أيدينا من المراجع الجغرافية التاريخية.
(٥) ضبطتها هـ بصاد مفتوحة وألف ساكنة وراء مضمومة بعدها واو ثم شين مفتوحة، انظر فيهما بعد ص ١٣٠، س ٧ حيث ذكرها باسم "سوروس".