للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ورجع نائب الشام وقد قرّر أمر ملطية، وفرّ حسين بن كبك إلى بلاد الروم، وتوجه نائب حماة إلى جهة كختا (١) وكركر فنازل القلعتين بعسكر آخر.

وقدم كتاب محمد بن ذلغادر يسأَل العفو على أن يسلّم قلعة درندة فأُجيب إلى ذلك، فقدم ولده ومعه هدية ومفاتيح القلعة في أواخر الشهر، وقدم قاصد على بن ذلغادر ومعه هدية وكتاب، فأَضاف له السلطان نيابة الأَبلستين مع نيابة مرعش.

وتوجه السلطان في ثامن عشرى الشهر إلى درندة وبات عليها، واستدعى بآلات الحصار فوصَلَت إليه مفاتيح قلعة سوروس (٢)، وأوقع الأمير أسنبك بن إينال بمحمد بن ذلغادر فقطعت يد ولده الكبير في الواقعة، ثم ركب السّلطان بنفسه على دَرَنْدَة وطَلَبُوا الأَمان فأَمّنهم فأُنزِلوا يوم الجمعة سلخ الشهر وفيهم داود بن محمد بن قرمان فأَلْبَسه السلطانُ خلعةٌ واستولى على القلْعة، وقرّر في نيابة ملطية ودورْكي: منكلى بغا الأرغون شاوى.

* * *

وفي سادس جمادى الأُولى وجَّه محمد بن شهرى عسكرا فقاتلوا مَن بقلعة خرت برت فأَخذوها، فجهز من أهلها أحدَ عشر رجلًا فأَمر السلطان بصلْبهم على قلعة درنْدة، ثم رجع السلطان إلى الأَبلستين يريد بهسنا وكختا وكركر، وأرسل من هنا رسول قرايوسف واسمه دَكز إليه بجوابِ كتابِه وصحْبَتُه هديّة مع رسول من جهة السلطان، ثم وصل رسول من قرا يوسف صحبة القاضي حميد الدين قاضي عسكره؛ ووصل كتابُ محمد شاه بن قرا يوسف وكتاب بير عمر حاكم أرزنجان (٣).


(١) تقع كختا في أقصى الشمال من بلاد الشام وتشهر بقلعتها الحصينة، كما جاء في جغرافية أبي الفداء، طبعة رينودى سلين (باريس، ١٨٤٠) ص ٢٦٣، أما كركر فمن أشهر القلاع على الحدود الشامية، وهي شديدة الارتفاع، ويرى الناظر منها الفرات أشبه بخط رفيع كما يقول أبو الفداء، شرحه ٢٦٥، وذكر لسترانج: بلدان الخلافة الشرقية، ص ٢١٠ أنها على نهر أرس.
(٢) كلمة غير مقروءة في هـ، ولكنها هكذا في ز، انظر أيضًا ما سبق، ص ١٢٥، وحاشية رقم ٥ بها.
(٣) في هـ: "أذربجان".