للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المنصوري، ثم قرره في تدريس الفقه بالمنصورية، ثم عزله أُلْجَاي، ثم ولي درس جامع المارداني وأَعاد تدريس الشافعي، وشغل الناس كثيرًا وانتفعوا به. مات في مستهل ذي الحجة.

٩٠ - محمد بن أَبي محمد بن البقال المعبر الدمشقي، انتهت إليه الرياسة في فنِّه. مات في شوال.

٩١ - محمد بن أَبي محمد البقاعي المالكي قاضي طرابلس، وهو أول من ولي قضاء المالكية بها بطريق الاستقلال.

٩٢ - محمد بن أَبي محمد، تاج الدين بن تقي الدين بن الهمام، إمام جامع الصالح بالقاهرة، ذكره شيخنا ابن الفرات في تاريخه وقال: "كان حسن الوجه ظاهر النعمة كريم الشمائل موقرا عند الكبار"، غرق في النيل - وهو يريد الروضة - في ربيع الآخر.

٩٣ - محمد بن محمود بن إسحق بن أَحمد الحلبي ثم المقدسي، أَبو موسى المحدث الفاضل، سمع من ابن الخباز (١) وابن الحموي ونحوهما (٢)، ولازم صلاح الدين العلائي وأَبا محمود وغيرهما، وقدم دمشق فلازم ابن رافع وبرع في هذا الشأن، وجمع تاريخ بيت المقدس، وكان حنفيا فتحول شافعيا بعناية القاضي تاج الدين السبكي (٣)، ورأيتُ بخطه وفياتٍ مختصرةً إلى قُرْب سنة موته. مات في شهر رمضان.

٩٤ - محمد بن مُسَلِّم بن حسين بن مسلِّم بن عبد الله البالسي ثم المصري، ناصر الدين، أَحد كبار التجار؛ [و] أَعجوبة عصره في كثرة المال حتى كان يقال إِنه لا يعلم قدر (٤) ماله، وذكر سبطه شهاب الدين بن بشير أَن ماله حُزر فجاء عشرة آلاف أَلف دينار، ويقال إنه خَاصم بدر الدين الخروبي فقال له ابن مُسَلِّم: "اشترِ بمالك كله شكاير وأحضرْها أَملأْها لك مالًا"، ويقال إنه ما مات له عبد في الغربة، وكانوا يدورون في التجارات ولا يتّفق موت الواحد منهم إلّا بمصر، حتى إنّ واحدًا منهم غاب عشرين سنة وعاد فمات عنده، وكان موصوفا بالإِمساك


(١) ابن حجر: الدرر الكامنة ٣/ ٦ ١ ١٠، ابن العماد: شذرات الذهب ٦/ ١٨١.
(٢) في ل "وغيرهما".
(٣) كلمة غير واضحة في ظ، وقد انفردت الدرر الكامنة ٤/ ٧١٢ بتسميته بالسبكي.
(٤) كان ثراؤه من جراء اشتغاله بتجارة الكارم، راجع في ذلك Fischel : Gruppe der Karimi Kaufleute وإن كان أَبو المحاسن في النجوم الزاهرة ١١/ ١٣٢ يشير إلى أن ثروته كانت من جراء "المتجر وعمل الكيمياء".