للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جدًّا لكن يقال إِنه كان يتصدق سرا، وكان لا يحبس أَحدا ولا يوكّل به، وأَوصى بعمارة مدرسته بستة عشر أَلف دينار فعُمِّرَت بمصر وهي مشهورة، وورث أَولاده أَمواله بعده؛ فأَما علي - وهو الأكبر - فأَفْسَد ما وصل إِليه في أَسرع مدة وصار فقيرًا مدقعا، وربما استعطى في آخر عمره بالورق؛ وأَما ابنه أَحمد - وكان سماه باسم ولد له آخر كان أَكبر أَولاده وكان أَنجب فيه - فمات في حياته بقوص في المحرم سنة أَربع وسبعين وسبعمائة، ومات ناصر الدين وابنه أَحمد الثاني صغير فرباه خادمه كافور إلى أَن كبر وتسلّم ماله، فتواردت عليه أَيدي الظلمة وسوء التدبير شدة إمساكه، حتى آل أَمره بعد الثلاثين إلى أَن صار في عداد المساكين لولا أَن لهم بقوص أَرضًا تغل في بعض السنين شيئًا، وكانت وفاة ناصر الدين في شوال في ليلة الجمعة ثاني عشره.

ومن وجوه البر التي فعلها المطهرة الكبيرة بجوار جامع عمرو بن العاص وقد حصل الانتفاع بها جدًّا، وكان جده وأَبوه وعمه محمد (١) من التجار حتى كان يقال: "لعمه شمس الدين نصف الدنيا".

وجده لأُمه شمس الدين محمد بن بشير البالسي كان أَيضا من كبار التجار المشهورين، وأَعقب ذرية لم ينجُبْ منهم إلّا القليل، وكانت وفاته في المحرم سنة ثمان وسبعين (٢).

٩٥ - ماجد بن تاج الدين موسى بن أَبي شاكر القبطي المصري، فخر الدين، كان صاحب ديوان يلبغا ثم ولي الوزارة في دولة الأَشرف ونظر الخاص ومات في هذه السنة وأَبوه حي.

٩٦ - مثقال بن عبد الله الحبشي (٣)، سابق الدين، صاحب المدرسة السابقية بين القصرين، كان محبا في أَهل العلم والخير، وهو مقدم المماليك (٤) عند الأَشرف.

٩٧ - منجك بن عبد الله التركي، تنقّل في الولايات بالبلاد (٥)، وولي الوزارة بالقاهرة


(١) "محمد" ساقطة من ز.
(٢) في ع، ز "سنة ٦٨".
(٣) ويسمى أيضا بالآنوكي، راجع النجوم الزاهرة (بوبر) ٥/ ٢٨٢، وانظر أيضًا Wiet: Les Biographics du Manhal Safi، No. ١٩٦٤.
(٤) كان مثقال أيضا أحد أمراء الطبلخاناة، راجع النجوم الزاهرة ١١/ ١٣٥.
(٥) راجع أسماء البلاد والولايات التي وليها صاحب الترجمة في ٢٥٣٥. Wiet : op.cit No