كركر بغير عِلْمه، فوَصَل كتاب قجقار يعتذر عن ذلك بأنَّه بلغه أنَّ قرا يوسف واقَع قرايلك فهزمه وأنَّ مَن معه خافوا مِن قرايوسف، فلمّا حَلَّ ذلك رَحل، فأُجيب نائبٌ الشام أن يستمر على الحصار ووقع الغضب على قجقار، ثم طَلب خليلُ -نائبُ كركر- الصُّلحَ من نائب الشام فراسل السلطانَ في ذلك.
ودخل السلطانُ حلب في ثالث عشر رجب فوَجد أهلها في وجلٍ شديد من قُرْب قرايوسف فاطمأَنُّوا لحضور السلطان، وأَمر السلطان بتكملة القصْر الذي كان حكم شرع في عمارته فعُمر في أسرع وقتٍ وقعد السلطان فيه من آخر الشهر، وأمر بصلب مقبل القرماني ورفاقِه.
ووصل النّوابُ في سابع عشر رجب فأَغلظ السلطانُ لقجقار ووبّخه على سرْعةِ رحيله فأجاب بغلظة، فأَمر بالقبض عليه فسُجنَ بقلعة حلب ثم أُفرِج عنه من يوْمهِ وأَرسله إلى دمشق بطالًا، وقرّر يشبك نائب طرابلس في نيابة حلب، وقَرَّر بردبك في نيابة طرابلس، وقَرَّر ططر رأْسَ نوبةٍ موضعَ بردبك، ونَقل جارقطلو إلى نيابة صفد، وقرّر في نيابة حماة نكباى، ونَقل خليل الجشارى نائبَ صفد حاجبًا بطرابلس فاستعْفَى فأُعْفِى، وقرّر عوضه سودون (١) قراصَقل؛ وتوجّه النواب إلى بلادهم.
وحضر إلى السلطان حميدُ الدين رسول قرا يوسف ورسولُ صاحب حصن كيفا يسأَل أن يُنْعم عليه بانتسابه إلى السلطان واستمراره نائبًا من نوّابه، فخُلع على قاصده وخُلع على قاصد قرا يوسف وأُعيد إلى مُرْسله.
وفى شعبان أصلح السلطان بين حديثة -أمير آل فضل- وبيْن غنام بن زامل وحلَّفهما على الطاعة، وخلع على محمد بن ذلغادر بنيابة الأَبلستين.
ووصل قاصد كردى باك ومعه سودون اليوسفى -أَحدُ من هرب في وقعة قانباي- فسُمِّر تحت قلعة حلب ثم وُسِّط.