وفي شعبان قَبض ابن عثمان على محمد بن قرمان وعلى ولده مصطفى بعد أن حاصره بقونية واستولى عليها وعلى غالب بلاد ابن قرمان وقيسارية وغيرها.
وفى أواخر شعبان سُجن طرغلى وابنُ عمه طغرل -إبْنا سقلسيز- وسُجنا بقلعة حلب، وقُرِّر محمد بك التركماني في نيابة شيزر عوضًا عن طور غلى، وقُرّر مبارك شاه في نيابة الرحْبة عوضًا عن عمر بن شِهري.
ووصل في سابع عشر شعبان كتاب قرايلك -واسمه طرغلى التركماني- بأَنه اصطلح مع قرايوسف، وتسلَّم قرايوسف منه مدينةَ صور وعوّضه عنها بأَلف أَلف درهم فرس ومائة رس ومائة جمل، ورحَل عنه إلى تبريز في رابع شعبان فقرى كتابهُ على العسكر فاطمأَنَّت نفوس أهل حلب بعْد أن كانوا قد تهيأوا للرحيل إلى القاهرة فرارًا من قرا يوسف.
ثم وصلَتْ الكتب من نائب أَلبيرة ونائب قلعة الروم ثم نائب كختا ونائب ملطية بنظير كتاب قرايلك، فرحل السلطان من حلب في ثامن عشر شعبان ودخل دمشق في ثالث رمضان، وقَبض على أقباى نائبِ الشام وسجنه بقلعة دمشق، وكان المؤيّد قد اشتراه صغيرًا وربّاه فرقَّاه في خدْمته إلى أن صار دويدارًا كبيرًا، ثم ولَّاه نيابة حلب ثم دمشق، وكان يتديّن ويحبّ العدل وتسمو نفسُه وتعلو همّته إلى معالى الأُمور.
وكان السلطانُ غضِب منه لكونه آوى جماعةً مِن العُصاة الذين خرجوا مع قنباى، فهَمَّ به فبلغه ذلك فقدِم مسرعًا، فأَغْضى عنه السلطان وردّه إلى نيابة الشام، فنَقل عنه بعضُ أعدائه أنه يهمُّ بالخروج على السلطان، فاستدعاه السلطانُ يومَ الموْكب ووبّخه وعدّد له ذنوبَه وأمر بالقبْض عليه، وقَرَّر تنبك ميق في نيابة الشام بعد امتناع، ورَضِي عن قجقار القردي وقرّره أميرًا بتقدمةِ ألفٍ بمصر، وأَفرج عن ألطنبغا العثماني ونقله إلى القدْس بطالا، وقرّر فى نيابة حلب يشبك اليوسفى، وفى نيابة القلعة شاهين الدويدار الأرغون شاوى فأحسَنَ السيرة وشَرَع في تحصين البرجين بَسَفْح القلعة، أحدهما -