ولما وصل قرا يوسف في رجوعه إلى ماردين مات ابنه الأصغر، فيقال إنه من شدة حزنه عليه قال كلاماً شنيعاً وسيأتي بيانه في حوادث سنة ثلاث وعشرين إن شاء الله.
ولما رجع قرا يوسف إلى تبريز غضب على ولده إسكندر واعتقله، وأرسل إلى ولده الأكبر محمد شاه صاحب بغداد، وكان عصى عليه فصالحه.
وفي شوال قدم صريغاً دويدار يشبك نائب حلب وصحبته شهاب الدين أحمد بن صالح بن محمد بن السفاح كاتب سر حلب باستدعاء السلطان لهما بشكوى النائب، فوقفا بحضرة السلطان وتنصلا مما نسب ما شكيا من النائب بإضعاف ما شكى منهما، فأمر صربغا بالاستقرار على وظيفته وسفر إلى حلب، واستعفى ابن السفاح من العود خوفاً على نفسه فأعفي، واستقر في خدمة كاتب السر على توقيع الدست.
وفي تاسع عشر ذي الحجة قدمت أم إبراهيم بن رمضان من بلاد المشرق تستعطف السلطان على ولدها، فأمر السلطان باعتقالها فاعتقلت، وعرض أجناد الحلقة وانتقى منهم من يصلح للسفر صحبة ولده، وكان قد عزم على تجهيزه إلى بلاد ابن قرمان لما تقدم من صنيعه بطرسوس، وكان أهل طرسوس بعد رحيل محمد بن قرمان عنهم قد كاتبوه بأن يرسل م عسكراً ليسلموا م نائبهم شاهين الأيدكاري لسوء سيرته فيهم، فأرسل م ولده مصطفى فقدم في رمضان فأخذ المدينة وحصر القلعة حتى أخذ شاهين فأرسله إلى أبيه في الحديد.
وفي أول جمادى الآخرة توجه نائب حلب في عساكرها ومن أطاعه من التركمان إلى قلعة كركر ليحاصرها، فتحصن خليل نائبها في القلعة وخلا أكثر أهل كركر عنها، فأقام عليها أربعين يوماً ورمى كرومها وحرقها وحرق القرى التي حولها حتى تركها