للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأنشد بعض الأُدباءِ - بنقْض الأمرَيْن - يقال له ابن النبيه نجم الدين:

يَقُولُونَ فِي مَيْل المَنَارِ تواضُعٌ … و "عَيْنٌ" وأَقوالُ وعندِي جَلِيُّها

فَلا البرج أَخْنَى "والحجارةُ" لم تُعَبْ … ولكن عروسٌ أثقلَتْها حُليُّهَا

ولابن النبيه أيضًا:

بِجَامِع مَوْلانَا المُؤَيَّدِ أُنشِئَتْ … عروسٌ سمَتْ مَا خِلْتُ قَطّ مِثَالهَا

وإذْ عَلِمَتْ أَنْ لا نظِيرَ لَهَا انْثَنَتْ … وأَعجَبَهَا، والعُجْبُ عَنَّا أَمَالها

أَنشدني (١) ابن النبيه ذلك من نظمه، .

* * *

وفى هذه السنة ملك أُويس بن زاده بن أُوَيس بن حسين البصرة، انتزعها منْ مانع أَمير العرب بعد حروب وكانوا انتزعوها منهم من إمارة عمه أَحمد بن أُويس من أَوائل القرن، وقوى أُويس المذكور وانضم إليه عسكر عمّه.

* * *

وفى أَواخر هذه السنة هرب يشبك الدويدار الثاني من المدينة النبوية وهو يومئذ أَمير الحاجّ المصرى، والسبب في هربه أَنَّه بلغه ما اتَّفق من أَقباى نائب الشام - وكان من إِخْوته - فخاف، وبلغه أَيضا أَن السلطان كتب إلي مقبل أَمير ينبع أَن يقبض عليه، فأَخّر مقبل ذلك إلى أَن يرحل المذكور من المدينة إلى ينبع فيقبض عليه هناك، فاستشعر بذلك فاختفى بعْد رحيل الحاج من المدينة، فلمّا نزلوا البِرْكة لم يقفوا له على خبر، فسار آقبغا الزيني دويداره وترفَّق في سَيْرِهِ بالحاج وبالغ في الإحسان إليهم فقدموا وهم يشكرونه.

وكان الرخص كثيرًا، وكذلك المياه، ووصل يشبك في هربه إلى بغداد فتلقَّاه محمد بن قرا يوسف فأَكرمه، ثم هرب منه إِلى قرا يوسف نفسه في سنة اثنتين وعشرين فأَكرمه وأَقام عنده.


(١) جاء في هـ: "وأنشدني النبيه جميع ذلك من لفظه، بارك الله فيه، كذا قال شيخنا السخاوى صاحب الحاشية، أعزه الله تعالى" ويلاحظ أن هذه العبارة كلها بخط الناسخ نفسه ولا يمكن أن تكون من قلم البقاعي لما بينه وبين السخاوى من عداوة شديدة.