إلى تصوف الفلاسفة، فكان داعية إلى هذه البدعة يعادي عليها، ويقرب من يعتقد ذلك المعتقد، ومن عرف أنه حصل نسخة الفصوص قربه وأفضل عليه، وأكثر من النظم والتصنيف في ذلك الضلال المبين إلى أن أفسد عقائد أكثر أهل زبيد إلا من شاء الله، ونظمه وشعره ينعق بالاتحاد، وكان المنشدون يحفظون شعره فينشدونه في المحافل يتقربون به، وله تصانيف في التصوف، وعلى وجهه آثار العبادة لكنه كان يجالس السلطان في خلواته ويوافقه على شهواته إلا أن لا يتعاطى معهم شيئاً من المنكرات ولا يتناول شيئاً من المسكرات، وولي القضاء بعد الشيخ مجد الدين بسنتين وكان الناصر ابن الأشرف ترك القضاء شاغراً هذه المدة ينتظر قدوم عليه بزعمه، فسعى فيه بعض الأكابر للفقيه الناشري فخشي ابن الرداد أن يتمكن الناشري من الإنكار عليه في طريقته، لن الناشري كان من أهل السنة وشديد الإنكار على المبتدعة، وكان يواجه ابن الرداد بما يكره والشيخ مجد الدين يداهنه فبادر إلى طلب الوظيفة من الناصر والناصر لا يفرق بين هذا وهذا ويظن أن ابن الرداد عالم كبير فولاه له مع كونه مزجي البضاعة في الفقه عديم الخبرة بالحكم فأظهر العصبية وانتقم ممن كان ينكر عليه بدعته من الفقهاء فأهانهم وبالغ في ردعهم والحط عليهم، فعوجل وصاروا يعدون موته من الفرج بعد الشدة ومات في ذي القعدة، وقد سمعت من نظمه وأجاز في استدعاء أولادي.
أحمد بن علي بن أحمد، القلقشندي نزيل القاهرة، تفقه وتمهر وتعانى الأدب، وكتب في الإنشاء وناب في الحكم، وكان يستحضر الحاوي وكتب شيئاً على جامع المختصرات، وصنف كتاباً حافلاً سماه صبح الأعشى