للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أن كان أُرْجِفَ أنَّه يريد أن يغرّمهم جميع ما أُنْفِق فيها فهُدِمت وشَرع في بناء التي تقابلها، واتَّفق أن كان ناظرُ العمارة بهاء الدين بن البُرْجى كما تقدّم، فأنشد تقي الدين بن حجّة في ذلك:

عَلَى البُرْج مِنْ بَابَيْ زُوَيْلَةَ أنْشِئَتْ … مَنَارَةُ بَيْتِ اللهِ والمَعْهَدِ المُنْجِي

فأَخْنَى بهَا البُرْجُ الخَبِيثُ أَمَالَهَا … ألَا صَرِّحُوا يا قَوْمُ باللَّعْنِ للبُرْجِي

وقال شعبان بن محمد بن داود الآثارى فى ذلك وكان قدم القاهرة في هذه السنة:

عَتبْنَا عَلَى مَيْلِ المَنارِ زُوَيْلَةٍ … وقُلْنَا: تَرَكْتِ النَّاسَ بِالمَيْل في هَرْج

فقالَتْ: قَرِينِي بُرْجُ نَحْسٍ أَمَالَنِي … فَلا بارك الرَّحْمنُ في ذلك البُرْجي

وكنتُ قلتُ قبل ذلك وأنشدتهما في مجلس المؤيد:

لجَامِع موْلانَا المؤَيَّد روْنَقٌ … مَنَارَتُه بالحُسْنِ تَزْهُو وبالزَّيْنِ

تقولُ وقد مَالَتْ عَنْ (١) القَصْدِ: أَمْهلوا … فَلَيْسَ عَلَى جِسْمى أَضَرّ مِنَ العَيْنِ (٢)

فأراد بعض الجلساء العَبث بالشيخ بدْر الدين العيني، فذكر له "أن فلانا (٣) عرض بك" فغضب واستعانَ بمَنْ نَظَم له بيتَيْن ينقض [بهما] هذين البيتين ونسبهما لنفسه، وعرَف كلُّ من يذوق الأدب أنهما ليسا له لأنَّه لم يقع له قريبٌ من ذلك، وهما:

منارة كَعَرُوسِ الحُسْنِ إِذْ جُلِيَتْ … وهَدْمُها بقَضَاءِ اللهِ والقَدَر

قالُوا: أُصِيبَتْ بِعَيْنٍ قلتُ: ذَا غَلَطٌ … ما أَوْجَبَ الهَدْمَ إلَّا خِسَّةُ "الحجر" (٤)

قلتُ (٥): هما للشيخ العلّامة كمال الدين النواجي، عفا الله أجمعين.


(١) في هامش هـ "عليهم تمهلوا" بدلا من "عن التصد أمهلوا".
(٢) ربما كان الأصح كتابتها "العيني" إشارة من ابن - حجر للمؤرح العينى.
(٣) يعنى ابن حجر نفسه بذلك.
(٤) الإشارة هنا تعنى "ابن حجر" المؤرخ، وذلك ردًا على بيتيه السابقين في هجو العيى.
(٥) الوارد بالمتن هو ما جاء في نسخة ز، لكن رواية هـ جاءت على النسق التالي: "قلت: هما للنواجي الأبرص لا بارك الله فيه" والأرجح عندى أن العبارة من هنا حتى ص ١٤٦ س ٧ من قلم السخاوى في حاشية لنسخة نسخ عنها أكثر من ناسخ حتى أصبحت حاشيته ضمن المتن، ويؤكد ذلك الحاشية التالية، حيث وردت عبارة "السخاوي صاحب الحاشية" وليس ثمت حاشية على أى نسخة، وريما أمكن تزكية ما نذهب إليه بما ورد في هذه الأسطر، ص ١٤٥ س ٧ قوله "عفا الله عنهم أجمعين" فان تكن من تسطير ابن حجر نفسه ففيها دعاء لنفسه، وهذا أمر مستبعد.