للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كثير التلاوة، ثم إنَّه توجّه إلى مكَّة فجاور بها نحوًا من ثلاثين سنة وتفرّغ للعبادة على اختلاف أَنواعها، وأضَرَّ في آخر عمره ومات بمكَّة.

٦ - آقباى الدويدار المؤيدى، قدّمه المؤيد إلى أَن ولَّاه الدويدارية الكبرى ثم نيابة حلب، وقد تقدّم ذكر قتْله في الحوادث.

٧ - آقبردي [المؤيّدى] المنْقار، مات بدمشق ولم يكن محمُودَ السيرة.

٨ - أَبو بكر بن محمّد الجبرتى (١) العابد، كان يُلقب "المعتمر"، لكثرة اعتماره، وكان على ذهنه فوائد وللناس فيه اعتقاد وينسبونه إلى معرفة علم الحرف، جاور بمكة ثلاثين سنة ومات في سابع المحرم.

٩ - خضر بن إبراهيم الرومي خير الدين، نزيل القاهرة، وكان من كبار التجار (٢) كأَبيه. مات مطعونًا في ذى الحجة.

١٠ - داود بن موسى الغماري المالكي، عنى بالعلم ثم لازم العبادةَ وتزهَّد؛ وجاور بالحرمين أَزْيد من عشرين سنة وكانت إقامته بالمدينة أَكثر منها بمكة. مات في مستهل المحرّم.

١١ - سالم بن عبد الله بن سعادة بن طاجين القسنطيني (٣) نزيل الإسكندرية، وكان أَسود اللون جدًّا فكان يُظَنّ أَنه مولى، وأَمّا فكان يدّعى أَنَّه أَنصارى، وكان للناس فيه اعتقاد وبين عينيه سجادة، وقد لازم القاضي برهانَ الدين بنَ جماعة واختُصَّ به وصار له صيتٌ وطار له صوت، ثم صحب جمال الدين محمود بن علي الأُستادار، وكان له تردّد كثير إلى القاهرة ومحاضرة حسنة وعلى ذهنه فنون وله أَناشيد، ومات بالإسكندرية آخر هذه السنة وقد جاوز الثمانين.


(١) "الجبرى" في ز، وهى بلا تنقيط في هـ؛ انظر الضوء اللامع ١١/ ٢٥٢، حيث ترجم له هناك ترجمة أوفى من هذه.
(٢) كان خضر هذا من أكابر تجار الكارم، وقد جعل الفاسي موته في ذي القعدة.
(٣) في هـ "القسطنطني" لكن راجع الضوء اللامع ٣/ ٩٠٩.