للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عدة أَماكن للناس منها بيت (١) كبير لسنقر الجمالي، ونُقِل إليها عمودان عظيمان وُجِدَا في بيت (٢) خوند الحجازية عمةِ السلطان برحبة (٣) العيد وكان (٤) المشد عليها أَينبك.

وفي أَواخر ربيع الأَول عزل ابن الأزكشي من المشورة وأُعيد التاج الملكي إلى الوزارة (٥)، فقَبض على ابن الغنّام وصيّر داره مدرسة في ليلة واحدة فاستمرت، ولم يجسر الملكي على التعرض لها، ثم قُبض (٦) عليه في ذي القعدة واستمر شمس الدين المقسى (٧) مشيرًا بغير وزير، واستمر أَمين الدين جعيص مستوفى الدولة.

وفيها استقر آقتمر (٨) الحنبلي في نيابة السلطنة بالقاهرة بعد منجك.

وفيها وقع الغلاءُ العظيم بدمشق فبلغت الغرارة خمسمائة بعد أَن كانت في الرخص بخمسين، واستمرت الشدة حتى أَكلوا الميتات (٩).

[وفيها (١٠) تزايد الغلاءُ بالشام] فعمل فيه ابن حبيب (١١): "واستمر غول الغلاءِ كاشرًا عن أَنياب النوائب، ناشرًا حبائل مصايَد المصائب، وزاد إلى أَن نقصت الأَقوات، وترادفت (١٢) أَمواج الأَموات"، واستمر إلى آخر السنة فتناقص السعر.


(١) الوارد في تاريخ البدر للعيني ورقة ٩٢ ا أنه اشترى هذا البيت من سنقر الجمالي، أما عبارة ابن قاضي شهبة في الإعلام، ورقة ٢٢٨ ب فليست واضحة تمام الوضوح.
(٢) وذلك حيث كان باب الزمرد أحد أبواب القصر الفاطمي تجاه رحبة العيد.
(٣) راجع المقريزي: الخطط ٢/ ٤٣٥.
(٤) عبارة "وكان المشد عليها أينبك" غير واردة في ظ.
(٥) وذلك بعد أن كانت الوزارة قد أبطلت.
(٦) إزاء هذه العبارة في ع، ز "أي التاج الملكي".
(٧) في ل "القشي".
(٨) راجع ابن حبيب: درة الأسلاك، ٣ لوحة ٤٨٤ س ٤ ا - ٥ ا.
(٩) وصف العيني في تاريخ البدر ورقة ٩٣ ا وفي عقد الجمان، لوحة ٩٤ ا، ٩٥ ا هذا الغلاء فذكر أن قوته بلغت ذروتها في الشام خصوصا حلب والبلاد الشمالية "وبقى الناس فقراء وباعوا ما فوقهم وما تحتهم. . . وما كان الخبز يباع إلا سرا، ثم اشتغل فقراء الناس بأكل البلوط الجبلي وخشاش الأرض قال حالهم إلى أن أكلوا الميتات والحمير والقطط والكلاب والدم. . . . ولقد شاهدت بعيني أكثر من مائتي نفس مطروحين في موضع واحد".
(١٠) العبارة التي بين الحاصرتين واردة في ظ فقط.
(١١) راجع ابن حبيب: درة الأسلاك، ٣/ ٤٨٤.
(١٢) في ز "تزايد منه".