للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووقع (١) الغلاءُ بالقاهرة في اللحم خاصة حتى بيع كل رطل بدرهم ونصف (٢). وكان الغلاءُ أَيضا في حلب حتى بيع المكوك (٣) [من القمح (٤)] بثلاث مائة [درهم] ثم زاد إلى أَن بلغ الأَلف حتى أكلوا الميتة والقطط. والكلاب، وباع كثير من المقلِّين أَولادهم، وافتقر خلق كثير، ويقال إن بعضهم أَكل بعضا حتى أَكل بعضهم ولده، ثم عقب ذلك الوباءُ ففنى خلق كثير حتى كان يُدفن العشرة والعشرون في قبر بغير غسل ولا صلاة، ويقال إنه دام بتلك البلاد الشمالية ثلاث سنين، لكن أشدَّه كان في الأُولى.

وفيها استقر ولي الدين بن أَبي البقاء في قضاءِ الشام والخطابة عوض أَبيه، وكان أَبوه قد سعي أَن يكون مستقلا بذلك في مرض موته، فولى (٥) شمس الدين بن مزهر وكالة بيت المال عوضا (٦) عنه، وكان أَبوه قد سعى أَن يكون مستقلا بذلك في مرض موته فأُجيب ووافاه التوقيع بعد موت أَبيه، وذلك في جمادي الأُولى.

وفيها وقع حريق كبير بدمشق.

وفيها استقر بدر الدين الإِخنائي (٧) في قضاءِ المالكية في رجب.

وفيها (٨) وقع الضعف الشديد بالقاهرة بالباردة والنافض.

وفيها توجه إلى الحجاز - في رجب - جمع (٩) كبير فمات منهم الكثير بالضعف.

وفيها تسلّم نواب السلطان سنجار وأُحضر صاحبها إلى القاهرة، واستناب السلطانُ فيها حيدرَ بنَ يونس المعروف بابن العسكري.


(١) في ز "ورجع".
(٢) هذا ما كان من ثمن لحم الضأن، أما لحم البقر فبلغ ثمن الرطل منه درهما وثمن درهم، راجع السلوك، ورقة ٨٩ ا.
(٣) المكوك قدر بسبع ويبات مصرية، هكذا قدره العيني في تاريخ البدر، ورقة ٩٣ ا، وعقد الجمان، لوحة ٥٤ ا.
(٤) أضيف ما بين الحاصرتين بعد مراجعة ابن حبيب: درة الأسلاك ٣/ ٤٨٤، س ١٠.
(٥) العبارة من هنا حتى "مرض موته" السطر التالي غير واردة في ز.
(٦) في ل "عوض أبيه".
(٧) انظر السلوك، ورقة ٨٩، وابن قاضي شهبة: الإعلام، ورقة ٢٢٩ ب.
(٨) هذا الخبر بأكمله غير وارد في ع.
(٩) كان أمير الركب المصري يومذاك هو الأمير سيف الدين بوري الخاصكي.