للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها (١) وصلت هدايا صاحب اصطنبول من الروم وفي جملة الهدية صندوق فيه شخوص لها حركات، كلما مضت ساعة من الليل ضربت تلك الشخوص بأَنواع الملاهي، وكلما مضت درجة سقطت بندقة.

وفي شعبان اتفقت كائنة عجيبة بدمشق وهو أَن بعض الشرفاء (٢). كان يتنزّه فوقع بينه وبين خطيب الجامع مخاصمة، فتوجّه الشريف إلى الحاجب واستعدى على الخطيب بأَنّه سبَّهُ، وأَخذ معه جندارية (٣) فتوجه لإِحضاره وأَخذوا الخطيب وشدّدوا عليه، وساروا به والشريف يستطيل عليه، فاتفق أَنه (٤) وقع ميتا فجأَة، فكتبوا (٥) بذلك محضرًا وأَحضروه إلى الحاجب، فأَطلق الخطيب. وكان في ذلك عبرة عظيمة.

وفيها ولي المجد إسماعيل الحنفي قضاءَ العسكر، وناصرُ الدين الطوسي توقيعَ الدست.

وفيها استقر بدر الدين بن مزهر في كتابة السر بدمشق عوضا عن أَحمد بن فضل الله بحكم وفاته.

وفيها انتقل سرى الدين بن المسلاتي عن مذهب مالك واستقر شافعيا، وناب في الحكم عن ابن جماعة، واستمر على ذلك.

وفي أَواخر (٦) هذه السنة نُهب الحاج المصري في رجوعهم، وفي ذلك يقول شهاب الدين بن العطار:

لقد نُهِبَ الحجاج في عام سبعةٍ … وسبعين جهرًا (٧) بعد ذبحٍ تمكّنا

وسار أميرُ الركب بوريُّ هاربًا … ولولا قليل كان بورِي مكفّنا

وجرى للحاج الشامي أَيضا (٨) أَشد مما جرى للمصري فإنه جاءَهم سيل بخليص تلف منهم


(١) خبر هذه الهدية كله منقول - عدا كلمة "الليل" فانها فيه "الفلك" - من تاريخ البدر للعيني، ورقة ٩٢ ب.
(٢) نعته ابن قاضي شهبة: الإعلام، ورقة ٢٢٩ ب بأنه "شربر" أما "يتنزه" ففي هـ "ببرزة".
(٣) في ز "جندارمة".
(٤) أي الشريف.
(٥) من هنا حتى آخر الخبر غير وارد في ظ.
(٦) في ع، ك "اخر".
(٧) في ل "قهرا".
(٨) "أيضا" ساقطة من ز، ك.