للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وُلد سنة أَربع وخمسين، وأُحْضِر على العرضى وأُسمع علَى التباني (١)، واستمر يلبس بزيّ الجندية وله إقطاع، واستمرَ (٢) من حياة أَبيه إِلى أَن مات ملازمًا (٣) للخلاعة مستورًا، ثم فسد حاله إِلى أَن عمل نقيبا في بيوت الحجاب، وقد سمع منه بعض أَصحابنا قليلًا، وهو آخر إخوته موْتًا.

١٧ - عبد الرحمن بن هبة الله اللحانى (٤) اليماني، جاور بمكة وكان بصيرًا بالقراءَات سريع القراءَة، قرأَ في الشتاء في يوم ثلاث ختمات وثُلث ختمة، وكان دينّا عابدًا مُشاركا في عدة علوم. مات في رجب.

١٨ - عبد الغني بن عبد الرزاق بن أَبي الفرج [بن نقولا] (٥)، الأَرمني الأصل، [فخر الدين]، كان جدّه من نصارى الأَرمن فأَسلم وولى نظر قطيا وولايتها والوزارة وغيرها كما تقدّم، وكان مولد فخر الدين سنة أَربع (٦) وثمانين وسبعمائة وتعلَّم الكتابة والحساب، وولى قطيا في أَول القرن في جمادى سنة إِحدى وثمانمائة ثم صُرف وأُعيد لها مرارًا، ثم ولَّاه جمال الدين الأُستادار كشف الشرقية سنة إِحدى عشرة فوضع السيف في العرب وأَسرف في سفك الدماءِ وأَخْذ الأَموال ظلمًا، فلما قُبض على جمال الدين واستقرّ ابن الهيصم في الأُستادارية بذل عبد الغنى أَربعين أَلف دينار واستقر مكانه في ربيع الآخر سنة أَربع عشرة، ثم صُرف في ذي الحجة عنها بعد أَنْ سار سيرةً عجيبةً من كثرة الظلم وأَخْذ الأَموال بغير شبهة أَصلًا والاستيلاءِ على حواصل الناس بغير تأْويل، وفرح الناس بعزْله، وعوقب فتجلَّد حتى رقَّ له أَعداؤه، ثم أُطلق وأُعيد إِلى ولاية قطيا، فلمّا


(١) في الضوء اللامع ٥/ ١٣١ "البياني".
(٢) في الضوء اللامع ٥/ ١٣١ "كان ملازما الخلاعة من حيث مات أبوه إلى أن مات".
(٣) في هـ "مات مجازنا".
(٤) ورد باسم "الملحاني" في كل من هـ، والضوء اللامع ٤/ ٤١٠، وشذرات الذهب ٧/ ١٥١ وإن لم يضع المرجع الأخير نقطة على النون.
(٥) الإضافة من الضوء اللامع ٤/ ٦٤٩
(٦) في ظ، ن، هـ "أربع وعشرين وسبعمائة" والصحيح ما أثبتناه بالمتن بعد مراجعة السخاوى: الضوء اللامع ٤/ ٦٤٩، انظر أيضا ١٤٤٢. du Manhal Safi، No Wiet Les Biographiesu