وذكره القاضي علاء الدين في ذيل تاريخ حلب فقال: كان شاباً حسناً شجاعاً، عنده حشمة مع الكرم والعقل والسكون والميل إلى الخير والعدل والعفة عن أمور الناس، ودفن بالجامع المؤيدي، وحضر أبوه الصلاة عليه يوم الجمعة وأقام إلى صلاة الجمعة، وخطب به ابن البارزي خطبة حسنة سبك فيها قوله صلى الله عليه وسلم " تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب وإنا بك يا إبراهيم ولمحزونون " فأبكى السلطان ومن حضر، ولم يتفق أن السلطان بعد ذلك دخل المؤيدية، ووقع الخلل في أهل دولة المؤيد واحداً بعد واحد كما سنذكره، ولم يتهنأ لهم عيش يجمعهم بعد ذلك.
وفي حادي عشر جمادى الآخرة صرف على ابن الطبلاوي من ولاية القاهرة وضرب بين يدي السلطان بالمقارع وصودر على مال، واستقر فيها ناصر الدين ابن أمير آخور.
وفي أول يوم من هذا الشهر كملت عمارة الجامع الذي جدده ابن البارزي بجوار منزله وكان يعرف بجامع الأسيوطي، وصلى السلطان فيه الجمعة وخطب به البلقيني، وفي ثانيه نودي أن الحجاب لا يحكمون في الأمور الشرعية؟ فسعى الأمراء في نقض ذلك، فنقض بعد يومين ونودي لهم بالإذن بالحكم.
وفي جمادى الأولى أرسل القاضي الحنفي إلى الحاجب الكبير يطلب من عنده غريماً فضرب الحاجب الرسول، فتوجه الحنفي إلى الشافعي فاستعان به فاجتمعا بالسلطان وشكيا ذلك فأنكر على الحاجب وأرسل وأهانه وقال له: لو كنت أنا وطلبت إلى الشرع لسارعت؟ وأمر فنودي بالمشاعلي أن الديون الشرعية لا يحكم فيها إلا القضاة؟ فشق ذلك على الحاجب وقبض على بعض المشاعلية فضربه، وجرسوه ومروا به من على باب الصالحية. فبلغ الحنفي فبادر الحاجب واعتذر بأنه لم يضربه إلا بشكوى عليه بجناية أخرى. وسكن الحال.
وفي الثامن عشر من جمادى الآخرة توقف النيل من سادس أبيب وتمادى على ذلك