للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

له علة في أَواخر سنة عشرين ثم نقه ورجع إلى منزله وتمرّض إلى أَن مات في شهر ربيع الأَول (١).

٢٤ - محمد (٢) بن علي بن نجم الكيلاني، غياث الدين بن خواجا على التاجر، وُلد في حدود السبعين وكان أَبوه من أَعيان التجار فنشأَ ولده هذا في عزّ ونعمة طائلة، وشغله أَبوه بالعلم بحيث كان يشترى له الكتاب الواحد بمائة دينار وأَزيد، ويُعطِى معلميه فيفرط، فمهر في أَيام قلائل واشتهر بالفضل، ونشأَ متعاظمًا، ثم مات أَبوه وتنقلت به الأَحوال والْتَهى عن العلم بالتجارة فصعد وهبط وغرق وسلم وزاد به ونقص إِلى أَن مات خاملًا، مع أَنّه كان سيّءَ المعاملة عارفًا بالتجارة محظوظًا منها، وتزوّج جاريةَ من جوارى النّاصر يقال لها "سمراء" فهام بها وأَتلف عليها ماله وروحه، وأَفرطَتْ هي في بغضه إلى أَن قيل إِنها سقَتْه السّم فتعلّل مدّة ولم يزل حتى فارقها فتبدّل عقله من حبها إِلى أَن مات ولها بها، وبلغني أَنها تزوّجت بعده رجلًا من العوام فأَذاقها الهوان وأَحبّتْه فأَبغضها عكس ما جرى لها مع غياث الدين، وبلغني أَنها زارت غياث الدين في مرضه فاستحللته فحاللها من شدة حُبّه لها، وكانت قد أَلزمته بطلاق زوجته ابنة عمه فطلقها لأَجلها.

وقد طارحنى غياث الدين بمقاطيع عديدة وأَلغاز، وترافقْنا في السفر.

ومن شعر غياث الدين في "سمراء" قصيدة مطولة أَوّلها:

سَلُوا سَمْرَاءَ عن كرَبى وحُزْنى … وعَنْ جَفْنٍ حَكَى هَطَّالَ مُزْنِ

سَلُوهَا: هَلْ عَراهَا ما عَرَانيِ … مِنَ الجِنِّ الهَوَاتِفِ بَعْدَ جِنّ؟


(١) بعد هذا جاءت الترجمة التالية في هامش ث: "محمد بن خليل بن محمد المارغى - نسبة لقرية من قرى البقاع من الشام - الشافعي المقرئ، أخذ القراءات عن الفخر الضرير وكان فاضلا صالحًا زاهدًا، أم بتربة يونس بدمشق وأكرمه الناس. وتقدم للصلاة عليه زين الدين عمر بن اللبان المقرئ إمام جامع التوبة بدمشق ودفن عند قبر الأرموى بصالحية دمشق، وحزن عليه الشاميون". ويلاحظ أن هذه الترجمة تكاد تكون نفس الترجمة التي أوردها السخاوي في الضوء اللامع ٧/ ٥٧٢.
(٢) انظر ما سبق ص ١٨٥ حاشية رقم ١.