للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المنكرات إعراضا تاما، ثم ركب فى سادس عشر رجب من الخروبية في الحراقة إلى المقياس ثم نزل في الحراقة الصغيرة إلى الخليج على العادة، وركب فرسَه وطلع القلعة.

* * *

وكان وصول الملك إبراهيم بن الملك المؤيد إلى قيسارية ونائبها يومئذ ناصر الدين محمد ابن خليل بن ذلغادر فقرره على نيابته.

وفى سادس عشر جمادى الأولى وصل إبراهيم بن السلطان إلى لارندة وأَرَنْكَلِي (١) وأَرْسل يَشْبك -نائب حلب- فأوقع بالتركمان ونهب منهم شيئا كثيرًا، وأرسل عسكرا ضخما إلى محمد بن قرمان فكبسوا عليه ففر منهم ونهبوا جميع ما وجدوا له من مالٍ وأبقارٍ وخيلٍ وجمال، ثم غار العسكر المصرى على بلده وهى كرسى بلاد ابن قرمان، وقَرَّر الملكُ إبراهيمُ ابنُ السلطان في مملكة ابن قرمان أخاه علِيًّا، وخطب في جميع تلك البلاد باسم المؤيد، وضربت السكة باسمه، ثم رجع ابنُ السلطان إلى حلب وأقام بها لعمارة سورها، وأرسل يستأْذن أباه على الرُّجوع،، وكان دخوله حلب فى ثالث شهر رجب، وكان ابن السلطان -قبل رجوعه من حلب- قد أرسل تَنْبَك ميق نائب الشام إلى طرسوس فملكها، ثم إلى أدنة فواقع مصطفى بن محمد بن قرمان وإبراهيم بن رمضان فهزمهما، فتوجّها إلى قيسارية في سادس عشر شعبان، فقاتلهم محمد بن ذلغادر، فقُتل مصطفى بن محمد في المعركة، وقُبض على أبيه محمد بن قرمان فاعتُقل، فأُرسلت رأْس مصطفى إلى القاهرة فوصلت قبل وصول ابن السلطان وذلك في سادس عشر رمضان.

وكان ابنُ السلطان قَرر في بلاد محمد بن قرمان أخاه عليا بن قرمان، وتسلَّم قيسارية محمد بن ذلغادر فواقعه محمد بن قرمان فانكسر، فقبض عليه وجُهِز إلى القاهرة، وكان قدوم ولد السلطان دمشق في خامس عشر رمضان ثم توجه إلى القاهرة فتلقَّاه السلطان


(١) هذه الكلمة غير واردة في هـ، وهي في ث "اركلى"، والصحيح فيها أن يقال: "أراكلية" وهي المسماة في المراجع الغربية بالإسم البيزنطى Heraclia ، أو باسم Arakliyah وهو أحدث من سابقه كما أنه تحريف له.