قرا يوسف بن قرا محمد التركماني، كان في أول أمره من التركمان الرحالة فتنقلت به الأحوال إلى أن استولى بعد اللنك على عراق العرب والعجم، ثم ملك تبريز وبغداد وماردين وغيرها، واتسعت مملكته حتى كان يركب في أربعين ألف نفس، وكان نشأ مع والده، وكان قد تغلب على الموصل ثم ملكها بعده، وكان ينتمي إلى أحمد بن أويس، وتزوج أحمد أخته وكان يكاتب صاحب مصر وابنه بعد أحمد بن أويس في مهماته - وقد تقدم ذكر شيء من ذلك في الحوادث، ثم وقع بينهما وقتل أحمد رسله فغزاه فهرب أحمد منه، فملك بغداد سنة خمس وثمانمائة، فأرسل اللنك عسكراً فهرب وقدم دمشق، وكان أحمد لما هرب قدمها فتصالحا، ثم توجه قرا يوسف مع يشبك ومن معه إلى القاهرة، فلما كان من وقعة السعيدية سنة سبع وثمانمائة ما كان رجع، وتوجه من دمشق في صفر سنة ثمان إلى الموصل ثم إلى تبريز، ثم واقع مراراً أبي بكر بن مرزا شاه بن اللنك فقتله في ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة واستبد بملك العراق، وسلطن ابنه محمد شاه ببغداد بعد حصار عشرة أشهر، ثم ثار أهل بغداد وأشاعوا أن أحمد بن أويس حي، فخرج محمد شاه من بغداد وكاتب أباه بما اتفق فرجع ودخل بغداد، وفر آل أحمد بن أويس إلى تستر، ودخلها محمد شاه في جمادى الأولى سنة أربع عشرة، وفي غضون ذلك كانت لقرا يوسف مع ليدكي ومع شاه رخ ابن اللنك ومع الشيخ إبراهيم الدربندي وقائع، ثم سار إلى محاربة قرا يلك وكان بآمد ففر منه وتبعه، ودامت الحرب مدة ثم حصر شاه رخ بتبريز فرجع قرا يوسف، وتبعه قرا يلك فنهب سنجار ونهب قبل أهل الموصل وأوقع بالأكراد، واختلف الحجال بين شاه رخ وقرا يوسف حتى تحالفا وتصالحا وتصاهرا، ثم انتقض الصلح سنة سبع عشر وتحاربا.