للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في نيابة حماهَ إينال اليوسفى نقلًا من نيابة غزَّة، واستقر أَرقماس الجلباني في نيابة غزة، واستقر نكباى -بعد الإفراج عنه من سجن دمشق- في نيابة طرسوس.

وفى حادى عشر المحرم قُرِّر شمس الدين محمد بن معالى الجيني في مشيخة الخانقاه المستجدة بالجيزة التي انتزعت من الخروبي (١)، وكانت وقفًا على الذريّة ثم على الزاوية المجاورة لها، فأُخفى كتاب الوقف واشتُرِيت للسلطان من الورثة بقدر حصصهم وغالِبُهم أُشْهد عليه ولم يقبض الثمن، واستمر ذلك إلى أن مات المؤيد وندموا على عدم قبض الثمن.

وفى سادس عشر المحرم قُرر عز الدين (٢) عبد العزيز بن على بن العز الحنبلي - مدرّس الحنابلة بالمؤيدية- في قضاء الحنابلة بدمشق، وقُرِّر عوضه في المؤيدية محب الدين بن نصر الله البغدادي.

وفى العشرين من المحرم أُفرج عن برسباى الدقماقى من قلعة المرقب واستقرّ في مقدمى (٣) الأُلوف في دمشق، وهو الذي ولى السلطنة سنة خمس وعشرين كما سيأْتى.

وفى المحرم وقع المطر الغزير بالوجه البحرى فأَخصبت الزروع بعد أن كانت جَفَّت، وكثر الغلاء بالوجه القبلى، وبلغ الإردب دينارين.


(١) فى ز "الجزولى"، والجزولى هذا هو محمد بن سليمان بن داود بن بشير، وينسب إلى جزولة من أعمال المغرب، ويستفاد من ترجمته الواردة في الضوء اللامع ٧/ ٦٠١، أن أول دخوله القاهرة كان في أواخر سنة ٧٤٠ هـ حيث اتصل بالبساطى وراح يسمع الحديث ثم دخل مكة في موسم السنة التالية ولم نعثر له على وظائف بمصر، كما أنه لم تكن له مشيخة ولا مدرسة، ومن ثم فالصحيح ما أثبتناه بالمتن.
(٢) راجع ما كتبه عنه ابن مفلح في طبقاته، مما أورده ابن طولون في قضاة دمشق، ص ٢٩٤؛ أما عن عن نظام الدين بن مفلح فانظر نفس المرجع، ص ٢٩٦ - ٢٩٧.
(٣) جاء في هامش ث بخط السخاوى قوله: "وتقدمته هي المعروفة بإقطاع نين وهى قرية من قراها كانت هذه التقدمة بيد الوالد في دولة الظاهر جقمق وآخر دولة الأشرف إينال، وكانت هذه التقدمة من أدون تقادم دمشق من جهة المتحصل، وهى الآن خراب جدًا وقد استعنى الوالد منها السلطان مرارًا فلم يعفه منها وأعطاه إمرة عرب زيادة عليها وهى الآن في عصرنا هذا بيد صاحبنا الأمير سودون الطويل أحد الأمراء الإينالية، وليها بعد فتنة ...... وقتله الأمير يشبك الدوادار، وكان سودون هذا أحد أخصاء يشبك وممن توجه صحبته إلى التجريدة، فلما جرى ما جرى من كسر العسكر المصرى ونصرة عسكر يعقوب شاه بن حسن بن قرا يلك أرسل إلى سودون مرسوم إلى دمشق بهذه التقدمة في سنة ست وثمانين وثمانمائة، وكان سودون هذا أحد العشروات بالقاهرة" ثم يلى هذا إمضاء كاتب هذا التعليق وهو غير مقروء.