للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأهل السنة، ويكثر الحطَّ على ابن العربي وغيره من متصوّفى الفلاسفة، وبالغ في ذلك حتى صار يحرق ما يقدر عليه من كتب ابن العربي، وربط مرّة كتاب "الفصوص"، في ذنب كلب وصارت له بذلك سوق نافقة عند جمع كثير، وقام عليه جماعة من أضداده فما بَالَى، ولمّا تسلطن المؤيد عرَفه فقرّبه وأكرمه فقرّر عنده بعض تلامذته، واستأْذنه في الحج والمجاورة فسار إلى مكة من سنة سبع عشرة إلى أن مات، وصار تلميذه (١) ذلك يَنْفُق سوقه به ويحصَّل له الأموال ويرسلها إليه وقام له جاه عريض، ولم يكن بالماهر فى العلم ولكن مشى حاله بالجاه، وكتب له توقيع بتغيير المنكرات وأبغضوه ورموه بالمصائب حتى قال فيه شعبان بن داود من أبيات له: "ما ترى أبرك منه ما ترى".

وقد ترجمه الشيخ تقي الدين المقريزى فبالغ في ذمه فقال: "رضى من دينه وأمانته بالحط على ابن العربي مع معرفته بمقالته، وكان يُرْمَى في نفسه بشنيعة، وكان قد اشتغل فما بلغ ولاكاد لبُعْدِ فهْمه وقصوره، وكان يتعاظم مع دناءته، ويتمصلح مع رذالته حتى انكشفَت للناس سيرته وانطلقت الألسن بذمه بالداء العضال، مع عدم مواراته وشدة انتقامه ممَّن يعارضه في أغراضه، ولم يزل على ذلك حتى مات بمكة في ليلة الأربعاء مستهل المحرّم".

٣ - خليل بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الكُوْيز، صلاح الدين ناظر الديوان (٢) المفرد، مات في العاشر من شهر رمضان وكان الجمع جنازته متوفرا (٣)، وكان متواضعا كثير البشاشة حسن الملتَقَى كثير الصدقة.

٤ - عبد الله بن شاكر بن عبد الله بن الغنَّام القبطى، الصاحب كريم (٤) الدين،


(١) كلمة غير مقروءة في جميع النسخ.
(٢) تولى ابن الكويز هذا نظارة المفرد للمؤيد شيخ بعد سلطنته، أنظر في ذلك الضوء اللامع ٣/ ٧٥١.
(٣) جاء في هامش ث قوله: "إلا أن السلطان لم يحضر ودفن بتربة كمشبغا الحموى وأقام القراء على قبره أسبوعًا على العادة".
(٤) Cr. Wiet: Les Biographies du Manhal Safi، No. ١٤٥٥.