للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى سنة عشرين طرق اللنك البلاد الحلبيّة ثم صالحه قرايلك، ثم رجع يريد تبريز خوفًا من شاه رخ. وفى سنة إحدى وعشرين كانت بينه وبين قرايلك (١) عثمان بن طور غلى وقعات حتى فرّ قرايلك، فقدم حلب وانتقل الناس من حلب خوفًا من قرا يوسف وكان قد وصل إلى عينتاب، وكتب إلى المؤيّد يعتذر بأنَّه لم يدخل هذه البلاد إلّا طلبًا لقرايلك لكونه هجم على ماردين وهي من بلاد قرا يوسف، فأفحش في القتل والأسْر والسّبي بحيث أُبيع صغير واحدٌ بدرهمين وحرّق المدينة، فلما جاءَ قرا يوسف أحرق عينتاب وأخذ من أهلها مالًا كثيرًا مصالحةً وتوجّه إلى البيرة فنهبها، ثم بلغه أن ولده محمد شاه عصى عليه ببغداد بعده فتوجّه إليه وحصره واستصفى أمواله وعاد إلى تبريز فمات في ذي القعدة.

وقام من بعده ابنه إسكندر بتريز واستمر محمد شاه ببغداد.

وكان قرا يوسف شديد الظلم قاسِيَ القلب لا يتمسّك بدين، واشتُهر عنه أنّ في عصمته أربعين امرأة.

وقد خربت في أيامه وأيام أولاده مملكة العراقَيْن. وتقدّم كثير من أخباره في الحوادث.

٩ - محمد (٢) بن ألطنبغا القرمشى، ولدُ الأمير الكبير، كان شابا حسنًا شهمًا شجاعًا، مات مسلولًا ويقال إنه سُقِىَ السم وأسف عليه أبوه جدًّا.

١٠ - محمد بن بورسة (٣) البخارى الملقب نَبِيزَة (٤) -بنون وموحدة وزن عظيمة- ذكر أنه من ذرية حافظ الدين النسفى ونشأَ ببلاده وقرأَ الفقه وسلك طريق الزهد، وحجّ في هذه السنة وأَراد أن يرجع إلى بلاده فذكر أنه رآى النبي في النوم فقال له: "إِنَّ الله قد قبل حجَّ كل مَن حجَّ في هذا العام وأنت منهم"، وأمره أن يقيم بالمدينة فأقام، فاتفقت وفاته يوم الجمعة ودُفِنَ بالبقيع.


(١) راجع ترجمته في الضوء اللامع ٥/ ٤٧٤.
(٢) أشار الضوء اللامع ٧/ ٣٥٩ إلى أن الصحيح هو أنه مات سنة ٨٢٢.
(٣) أوردته شذرات الذهب ٧/ ١٦٠ باسم "مورمة" وفى ث "نورية".
(٤) الضبط في المتن أعلاه أيضًا من هـ، ث.