للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٨ - قرا يوسف بن قرا محمد التركماني، كان في أول أمره من التركمان الرحالة فتنقلت به الأحوال إلى أَن استولى بعد اللنك على عراق العرب والعجم، ثم ملك تبريز وبغداد وماردين وغيرها من البلاد، واتسعت مملكته حتى كان يركب في أربعين ألف نفس، وكان نشأ والده الذي كان (١) قد تغلَّب على الموصل ثم ملكها (٢) بعد موته (٣)، وكان ينتمى إلى أحمد بن أُويس لتزوّج أحمد بأُخته، وكان يكاتب صاحب مصر بنواياه وينجد أحمد بن أُويس في مهمّاته، وقد تقدّم ذكر شيء من ذلك في الحوادث.

ثم وقع بينهما وقَتل أحمد رسله فغزاه فهرب أحمد منه [إلى دمشق] فملك [قرا يوسف] بغداد سنة خمس وثمانمائة، فأَرسل إليه اللنك عسكرا فهرب وقدم دمشق، ولما هرب قدمها فتصالحا، ثم توجّه قرا يوسف مع يشبك ومَن معه إلى القاهرة، فلما كان من أحمد من وقعة السعيدية -سنة سبع وثمانمائة- ما كان رجع وتوجّه من دمشق - في صفر سنة ثمان- إلى الموصل ثم إلى تبريز، ثم واقع مرارًا أبا بكر بن مرزاشاه ابن اللنك فقتله في ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة واستبد بملك العراق وسلطن ابنه محمد شاه ببغداد بعد حصار عشرة أشهر.

ثم ثار أهل بغداد وأشاعوا أن أحمد بن أويس حىٌّ فخرج محمد شاه من بغداد وكاتب أباه بما اتفق فرجع ودخل بغداد، وفرّ آل أحمد بن أويس إلى تستر ودخلها محمد شاه في جمادى الأول سنة أربع عشرة، وفى غضون ذلك كانت لقرا يواسف مع أيدكي ومع شاه رخ بن اللنك ومع الشيخ إبراهيم الدربندى وقائع، ثم سار إلى محاربة قرايلك -وكان بآمد- ففرّ منه ثم تبعه، ودامت الحرب مدة ثم حصر شاه رخ بتريز فرجع يوسف إليه وتبعه قرايلك، فنهب سنجار ونهب قُفْل أهل الموصل وأوقع بالأكراد؛ واختلف الحال شاه بين رخ وقرا يوسف حتى تصالحا وتحالفا وتصاهرا، ثم انتقض الصلح سنة سبع عشرة وتحاربا.


(١) المقصود بذلك والده.
(٢) المقصود هنا الابن.
(٣) كانت وفاته سنة ٧٩١ هـ.