للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

علاء الدين بن الطبلاوى، وكانت جنازته مشهورةً حملها الصّاحب بدر الدين بن نصر الله ومن تبعه، ومات في خامس عشرى ربيع الأول، وقد جاوز الثمانين.

٢٠ - موسى بن محمد بن نصر البعلبكي المعروف بابن السُّقَيْف، القاضي شرف الدين أبو الفتح، وُلد سنة اثنتين وخمسين، وأخذ الفقه عن الخطيب جلال الدين، والحديث عن عماد الدين بن بردس وغيرهما؛ واشتغل بدمشق عند ابن الشريشي والزهرى وغيرهما، ومهر وتصدّى للإفتاءِ والتدريس ببلده من أوّل سنة إحدى وثمانين وهلمّ جرًّا، وولى قضاء بلده مرارًا فحسُنَتْ سيرته. وكان كثير البرِّ للطلبة سليم الباطن يأْمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وله أورادٌ وعبادة، وانتهت إليه رئاسة الفقه ببلده إلى أن مات في هذه السنة في جمادى الآخرة.

٢١ - ناصر بن أحمد بن منصور بن مَزْنى البَسْكرى (١)، كان أبوه من أُمراء المغرب صاحب ثروة ومعرفة، فحجّ هو ووقع للسلطان عضبٌ على أبيه فأَوقع به فاستمر ناصر بالقاهرة واشتغل، وكان لهجا بالتاريخ وأخبار الرواة، جَمَّاعةً لذلك ضابطًا له مكثرًا منه جدًّا، وأراد تبييض كتابٍ واسع ذلك فأَعجلته المنية، ومات في شعبان منها ولم يدخل الكهولة (٢).

٢٢ - يوسف بن الشيخ إسماعيل بن يوسف الإنبابي، الشيخ جمال الدين بن القدوة


(١) وذلك نسبة إلى بسكرة -بكسر الكاف- وهي بلدة في المغرب، كما ذكر مراصد الاطلاع ١/ ١٩٧، أنها من نواحى الزاب بينها وبين قلعة بني حماد مرحلتان، وأشار أيضا نفس المرجع إلى أن هناك من يقولها بفتح الباء والكاف وتعرف ببسكرة النخيل، أما عن صاحب الترجمة فانظر الضوء اللامع ١٠/ ٨٢٩، ومنه كان ضبط "ابن مزنى".
(٢) في هامش ث جاءت الترجمة التالية: "يشبك الأزدمرى نائب طرسوس ولم يكن به بأس وكان قد تولى الحجوبية الكبرى بدمشق ونيابة حماة".