للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودخلت في رأْسه النّخْوة، ونهج الاستبداد تلويحا وتصريحا وأخذ في أسباب ذلك وأعانه عليه قوم آخرون، وشرع في إرضاء من خشى شرَّه ومخالفتَه بالمال.

* * *

وفى يوم الخميس أول (١) يوم من ربيع الأول -ثم ثبت أنه ثانيه- عُمل المولد السلطان السلطاني وأُحضر المظفر فأُجلس مجلس أَبيه وهو ابن سنتين بل لم يكملهما، فجلس ساكنا لا يتكلم ولا يقلق ولا يعبث قدر ساعة رملية، ثم رُفع ثم أُعيد عند مدّ السماط فجلس مجلس أبيه أيضا على الصفة الأُولى من السكون.

وبلغ جمقق -نائب الشام- ما وقع بمصر فاستولى على القلعة وأمسك نائبها.

وفى خامسه نزلت الشمس برج الحمل.

وفي صفر أُطلق ناصر الدين محمد بن قرمان الذي كان قبض عليه في سنة ٢٢ وفُوِّضَت أُمور بلاده لأَخيه على، فأُعيد محمد إلى مملكته، وسار في يوم الجمعة خامس عشرى صفر من البحر وسار معه شمس الدين الرومى المعروف بشاكر الهروى، وزوّده الأمير ططر بمالٍ وقماشٍ وخيلٍ وخيامٍ، وجهز معه مُسَفِّرا، فيقال إن الريح عصفت عليهم فتوجهت المركب نحو قبرص، فبلغ ذلك صاحبها فكارمه بهدية.

وفى يوم الأحد حادى عشره (٢) أُمسك كمال الدين بن البارزي وعُوِّق من وقت العصر إلى صبيحة الاثنين، وَشفع فيه صهره ابنُ الكُوَيْز واستكتَبَه خَطّه بستة آلاف دينار.

وفيه قُبض على ناصر الدين بن العطار الذي كان نائبًا بالإسكندرية لناظر (٣) الخاص ثم أُفرج عنه بعد أيام، ووصل يشبك الإينالى الأُستادار من الصعيد بعد أن اجتاح أهله


(١) الوارد في التوفيقات الإلهامية، ص ٤١٢، أن أوله الخميس (ويوافقه ٦ مارس ١٤٢١ و ١٠ برمهات ١١٣٧)، وعلى هذا يصح ما ورد س ١٤ من أن الأحد هو حادى عشره.
(٢) عبارة "لناطر الخاص" غير واردة في هـ.
(٣) أي نائب القلعة.