فصُرف بعد قليل من الأُستادارية واستقر فيها صلاح الدين بن ناظر الخاص في سابع عشر ربيع الأول.
وفى يوم الإثنين العشرين من شهر ربيع الأَول كان أول الخماسين عند المصريين، وحصل فيه حرٌّ شديدٌ وسموم مفرط، و كان ذلك في أواخر آذار وأوائل نيسان، فاشتد ذلك حتى صار كأَشد ما يكون في تموز ولولا برد الماء لهَلك الناس، ثم ارتفع ذلك بعد عشرة أيام وأمطرت السماءُ مطرا غزيرا برعْدٍ وبرق، وعاد مزاج الفصل إلى العادة من البرد المتوسط.
وفي شهر ربيع الآخر أُقيمت خطبة في تربة الزمام خارج الصحرء بالقرب من جامع طشتمر وحضرها جماعةٌ مع ضيق المكان جدا، وحكم بصحة ذلك القاضي الحنفي.
وفيه استقر شمس الدين محمد بن قاضي القضاة الحنفى الأَقفهسي (١) في قضاء العسكر وإفتاء دار العدل عوضًا عن شمس الدين القرماني المعروف بشاكر الهروى بحكم انتقاله إلى بلاده صحبة ابن قرمان.
وفي رابع ربيع الآخر نزل الأَمير ططر في موكب كبير ومعه جمعٌ كبيرٌ من الأُمراء وغيرهم، فدخل المدرسة المؤيدية وزار قبر المؤيد وضَيَّفَهُ شيخُها بحلاوة عجمية.
وفي رابع عشرين صفر قُبض على ابن وثاب وكان من قطاع الطريق بالإطفيحية وقد جمع كثيرا من المفسدين وسماهم بأَسماء الأُمراء، فإذا مرت مركب فيها غلة سأَل عن صاحبها فإذا قيل له "الأمير فلان" استدعى بذلك الذى سُمِّى باسمه وقال له: "هذه مركبك خذها! "، واستطالوا على الناس جدا.
وفي ربيع الآخر نازل عُذْرا -أمير العرب- بلاد حلب فخرج إليه أَلطنبغا الصغير نائبها إذ ذاك وأوقع به فكسر عذرا وانْتُهِبَتْ جماله ومواشيه وهرب في أسوإ حال، ورجع العسكر