للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان الوفاءُ في يوم السابع عشر من مسرى وكُسر في الثامن عشر منه، وانتهت زيادته في هذه السنة في يوم الجمعة ثامن عشرى مسرى ثمانية عشر ذراعًا ونصف.

وفي أَواخر ذي القعدة غضب القاضى ولى الدين [العراقي] من بعض الأُمراء (١) فعزل نفسه وكان السلطان مشغولا بالمرض ثم أَفاق فطلب أَن يوصى فحضر القضاة فكلمه الوزير في إعادة القاضي فأَشار برأسه أَن نعم، واستمر، وكان ذلك في الثامن من ذي الحجة.

ولما عاد الظاهر إلى القاهرة تتبع المؤيدية فنفى بعضا وأمر بإخراج إقطاعات بعض وسجن بعضا غير من قتل، وقدم المماليك الظاهرية فأَمَّر بعضا وكبر بعضا، وارتفعت رأْس النوروزية، وأَمر الظاهر بكتابة المراسيم لأُمراء مكة والمدينة بالإعفاء من التقادم التي كانوا يدفعونها للأُمراء الذين يحجون، فخف عنهم بسبب ذلك ظلم كان الناس لأَنهم كانوا يقترضون غالب ذلك من التجار ولا يطمع أحد منهم في الوفاء، وشرط في المرسوم أَن لا يتعرض أَحد من أُمراء الحجاز للتجار ولا المجاورين باقتراضٍ ولا نوع من أَنواعِ الظلم، وأَمر بنقش ذلك على العواميد التي في صف أَبواب الصفا.

* * *

وفيها وقعت في النيل زيادة لم يعهد مثلها في الوقت الذي وقعت فيه، وذلك أَنه بعد أَن انحط النيل وزرع الناس البرسيم وغيره وانقضى شهر أيار (٢) من الأَشهر الرومية وقطعت الزيادة في العشر الأَخير من هاتور وذلك بعد انتهاء الزيادة بأَربعين يوما فزاد زيادة مفرطة بحيث أغرق كثيرا من الزروع، واستأَنف أَصحاب البرسيم زراعته، ثم ارتفع سعر القمح ثم انخفض يسيرا.

وفي خامس عشرى ذى الحجة أُعيد صدر الدين بن العجمي إلى الحسبة وصُرف القاضي جمال الدين البساطى، وأعيد على بن قطيط إلى حسبة مصر وصُرف ابن المهندس وكان باشرها ثلاثة أيام.


(١) جاء في هامش ث: "قوله من بعض الأمراء. قال العيني في تاريخه هو أيتمش الخضرى ينسب إلى (شر وسوء سيرة).
(٢) في هـ: "شهر بابه من الأشهر القبطية".