محمد المعروف بابن المحب شمس الدين أحد قراء الجوق، وكان تلمذ للشيخ شمس الدين الزرزاي رفيق ابن الطباخ، فأخرجت جنازته هو وأحمد اليمني الماضي معاً وصلي عليهما.
محمود بن محمد، الأقصراي بدر الدين، كان مولده سنة بضع وتسعين، وتفقه واشتغل كثيراً ومهر. ولازم شيخنا عز الدين ابن جماعة وغيره من الأئمة، ودرس بالأيتمشية، ثم اتصل بالملك المؤيد فعظم قدره، ثم أقرأ ولده إبراهيم في الفقه وازداده منزلته عند الظاهر ططر، فلما كان في أوائل شوال سنة أربع اعتل بالقولنج الصفراوي فتمادى به إلى أن مات. كان فاضلاً بارعاً ذكياً مشاركاً في فنون. حسن المحاضرة مقرباً من الملوك، حسن الود، كثير البشر، قائماً في قضاء حوائج من يقصده، كثير العقل والتؤدة، وقد درس في التفسير بالمؤيدية وغير ذلك؛ مات في ليلة الثلثاء في المحرم ولم يبلغ الثلاثين.
يعقوب بن عبد الله، الخاقاني الفاسي، كان من أبناء البربر وتعلق بالاشتغال، فلما رأى الفساد الحادث بفاس بسبب الفتنة بين السعيد وبين أبي سعيد في سنة ١٧ فصار يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويكف أيدي المفسدين فتبعه جماعة وقويت شوكته، وحاول ملوك فاس القبض عليه فأعياهم أمره إلى أن قتل أبو سعيد، وأرسل ابن الأحمر يعقوب المريني إلى فاس فلم يتم الأمر، فأرسل أبا زيان ابن أبي طريف ابن أبي عفان فحاصر فاس، وقد اشتدت شوكة يعقوب الخاقاني واستفحل أمره، ففتك فيمن بقي من بني مرين وساعد أبا زيان وقام بأمره، فدخل فاس وقتل عبد العزيز الكناني وعدة من أقاربه - كما تقدم ذكره في سنة أربع وعشرين. ثم أرسل ابن الأحمر محمد بن أبي سعيد فعسكر على فاس، ففر منه أبو زيان فمات ببعض الجبال، وقتل يعقوب الخاقاني، ثم مات محمد عن قرب فأقيم ابن أخيه عبد الرحمن، فثار به أهل فاس فقتلوه وقتلوا ولده وأخاه وأقاموا رجلاً من ولد أبي سعيد، وقام بمكناسة