وفي أول شهر ربيع الأول قرر قصروه أمير آخور في نيابة طرابلس، وقرر جقمق الذي كان استقر حاجباً كبيراً في مكانة أمير آخور في ثاني عشرة، واستقر في الحجوبية أزبك الأشقر وعمل المولد السلطاني، فحضر القاضي الشافعي المعزول وأجلس رأس الميسرة، وتحول الحنفي من ثم فجلس الشافعي المستقر في الميمنة.
وفي أوائل العشر الثاني منه رفع شخص من أهل الرملة في كاتب السر علم الدين ابن الكويز إلى السلطان قصة من جملتها أنه تواطأ هو وجماعة من أهل الدولة على إعادة السلطنة للمظفر بن المؤيد، وفي القصة: إن كاتب السر لا يصلح أن يكون اسلميا، وإن الذي يليق في وظيفة كتابة السر من يكون من أهل العلم والمعرفة بالألسنة إلى أوصاف أخرى - يرمز فيها بالهروي، وذكر لي الشيخ شرف الدين ابن التباني أن الذي رفعها أول ما قدم نزل عند المحتسب وهو صديق الهروي، وفي نفسه من كاتب السر أمور كثيرة، فأمر السلطان بنفي الذي رفعها إلى قوص، فخرج مع نقيب الجيش في الترسيم، الذي رفعها محمد بن بدر الأرسوفي، وكان شيخاً من بلدة الشيخ على ابن عليم بالرملة، فلما كان شهر ربيع الآخر خرج السلطان إلى وسيم بالجيزة في زمن الربيع، وكانت أول تعدية عداها إلى الجانب الغربي في البحر منذ تسلطن، ويقال إنه كان عزم على الإقامة نصف شهر فأقام أسبوعاً، ورجع وقد بلغه أمر أزعجه، ووقف له سائس من السواس في طريقه فزعم أنه رأى الشيح أحمد البدوي في النوم وةبين يديه نار وهو يطفئها، وكلما أطفأها عاد لهبها، فسأله عن ذلك؛ فقال: هذه نار أطفئها عن السلطان، فشاع بعد ذلك أن السلطان ظفر باثنين أو ثلاثة أرادوا الفتك به،