للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رجع إبراهيم إلى القاهرة وقع بين ابن قرمان وبين ابن ذلغادر وقعة انهزم فيها ابن قرمان وأُسر وحُمِل إلى القاهرة فدخلها وكان يومًا مشهودًا، فلما مات المؤيد أَفْرج عنه ططر وتوجّه إلى بلاده في أوائل سنة أَربع وعشرين فاستمر إلى أن توجّه إلى حصار بعض القلاع فأصابه حجر في جبهته فصرعه، ومات في هذه السنة (١).

٢٥ - محمد بن علي بن محمد (٢) بن أحمد الزَّرَانِيتي (٣) المقرئ الحنفى إِمام الظاهرية البرقوقية، الشيخ شمس الدين، ولد سنة سبع (٤) وأَربعين، وعنى بالقراءات، ورحل فيها إلى دمشق وحلب وأَخذ عن المشايخ واشتهر بالدين والخير، وسمع معنا الكثير وسمْعتُ منه شيئًا يسيرًا، ثم أَقبل عليه (٥) الطلبة بأخرة فأَخذوا عنه القراءات ولازموه، وختم عليه جمعٌ كثيرٌ وأَجاز لجماعة، وانتهت إليه الرئاسة في الإقراء بمصر، ورُحل إليه من الأَقطار (٦)، وأَجاز رواية مرواياته لأَولادى ونعم الرجل كان.


(١) ورد أمام هذا في هامش ث ما يلى: "محمد بن قرمان هذا أصابه الحجر في حرب جرت بينه وبين عسكر الأروام من جهة متملك برصا مراد بك بن عثمان وتولى بعده ولده إبراهيم وكانت سنة خمسة عشرة سنة أو فوقها بيسير، ودام ملكه ببلاد الروم وقونية ولارندة وقيسارية فوق الخمسة وثلاثين سنة، وكان ملوك بني عثمان وملوك مصر تضايقه لأن ملكه بين الملكين وهو ملك ضيق صغير بالنسبة إلى ملك ابن عثمان وملك مصر وجرد إليه من مصر وحكاياته طويلة ولم يزل منعما إلى أن مات سنة ثمان وستين وثمانمائة وقد ناهز الستين وكان من عقلاء الملوك قليل الشر يحب أهل العلم، كثير التواضع لهم، وكان من أصلاء ملوك الإسلام كابرًا عن كابر إلى أن يتصل نسبه بالسلطان علاء الدين السلجوقي، وذكر لي بعض أصحابنا من الترك التتار أن هؤلاء من السلاطين قبل الإسلام وأن الكاهن الكبير التركي رأس الأعوز المسمى بقرقط ذكر قرمان بكهانته وأنَّه سيكون فيما بعد، وقيل إن أصلهم من ذرية الأمير بايزر (؟) أحد الأمراء الكبار لجنكزخان ملك الترك الأعظم، وتولى بعد إبراهيم المذكور ولده إسحاق ووقع بينه وبين إخوته اختلاف كان سببه أن طول ملكهم كان سببا لزوال ملكهم واستيلاء السلطان محمد بن عثمان عليه؛ وإسحق هذا توفى أيضا في أوائل المحرم سنة سبعين وثمان مائة ببلاد ديار بكر عند السلطان حسن ابن قرايلك بعد أهوال وحروب بينه وبين إخوته فنزح ومات غريبًا طريدًا مبعدًا وزال الملك عن جميعهم". وسعيد بن حجر ترجمته مرة أخرى ولكنه باختصار في السنة التالية، أنظر فيما بعد ص ٣٢٢ ترجمة رقم ٣٠.
(٢) "ابن محمد" غير واردة في هـ.
(٣) نسبة لقرية "زراتيت" وهى من البلاد المندرسة بمصر، انظر القاموس الجغرافي، ق ١ ص ٢٦٩ - ٢٧٠.
(٤) هذا هو التاريخ الوارد أيضا في تاج العروس في كلمة "زراقين".
(٥) في هـ "على".
(٦) جاء بعد هذا في ز "وتزاحمت عليه الطلبة، وكان رجلا صالحًا صينا حسن الأداء إلى الغاية حنفي المذهب، أضر في آخر عمره، وسمع فضل الخيل للدمياطى من الحراوى، والأخيرين من السيرة لابن إسحاق على ابن نباتة وعشرة جداد على إبراهيم بن العديم وترجمه المؤلف أيضا في معجمه وقرأ عليه كاتبه في الظاهرية برقوق وتسند … بالمذكورة حينا".