بعد رحيلهم بأَيّام فأَوقع بابن أخيه عقيل ومن معه وكادت الكَسْرةُ تقع على عقيل ثم تراجع أصحابه وهُزِمُوا عنه، وأَسروا محمد بن المؤذن وكان يكثر النميمة بينهم فشنقه عقيل على باب المدينة، فأَرسل بخبر الهزيمة إلى القاهرة واستمرّت هزيمة مقبل إلى الشرق، والتجأَ رُمْيثة بن محمد بن عجلان إلى عجلان أَمير المدينة فشفع له إلى عمه حسن بن عجلان فتوجّه معه إلى مكة.
* * *
وفى العشر الأَواخر من المحرم وقع في ضواحى حُورَان برد كبار على صورة خشاش الأَرض والماء كخنفسة ووزغة وحية وعقرب وسرطان وضفدع وغير ذلك، هكذا ذكر علاءُ الدين بن أَبى الشوارب الشادُّ بتلك الناحيةَ أنه شاهد ذلك، وقد ذكر الحافظ علم الدين البرزالي في تاريخه في حوادثه في سنة عشر وسبعمائة أنه وقع ببَارِين (١) - من عمل حماة - بردٌ كبارٌ على صفة حيوانات مثل حيةٍ وسبعٍ وعقربٍ وطيورٍ مختلفة وصفةِ رجالٍ في أوساطهم شبه حوائص، وأَنه أَثبت محضرا على قاضى الناحية واتَّصل بقاضي حماة.
وفى ثانى عشري المحرم صُرف صدر الدين بن العجمي من نظر الجوالى واستقرّ فيها زينُ الدين قاسمُ بنُ القاضي جلالِ الدين البلقيني بمالٍ بذله لجانبك الدويدار الثاني، وكان استقرَّ في الدويدارية بعد قدومه من الحج، وهو شابٌّ له دون العشرين سنة وتصدَّى للحكم النَّاس وهرعوا إليه لِعْلمِهم بمنزلته عند السلطان، وكان السلطان - لمّا سُجِن بقلعه المرقب - أَراد جَقْمَق نائب الشام إذ ذاك أَن جانبك المذكور ينضمّ إليه ويخدم عنده وتحيَّل عليه بكل طريق فلم يوافق ولازمَ سَيّدَه وهو في السجن وصبر معه على الضيق، فشكرٍ له ذلك.
وفي تاسع عشرى المحرم عُزرَ فتح الدين محمد بن محمد بن المؤيد موقَّع الحكم الشَّافعي وجمال الدين عبد الله بن عُمَيْر التحريرى موقع الحكم المالكي بسبب شهادةٍ قيل إِنَّها زُوِّرَتْ.
(١) وتقول لها العامة بعبرين - كما جاء في مراصد الاطلاع ١/ ١٥٢، ٢٠٧، وهي بلد بين حلب وحماة وبين حمص والساحل وانظر أيضا. Dussaud: Topographic Historique de la Syrie، pp. ٩٨ - ٩٩.