للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي جمادى الآخرة عُقد مجلس بسبب (١) أَخْذِ الزكاة من التجار وكان ابن حجى أو الهروى حسّن للسلطان ذلك، فأَمر بحضور القضاة بالصّالحية وأَن يحضر معهم الهروى وابن حجي، فانفصل الأَمر على أن كاتبه قال لهم: "أما التجار فإنهم يؤدّون إلى السلطنة من المكوس أَضعاف مقدار الزكاة وهم مأَمونون على ما تحت أَيديهم من الزَّكاة، وأَما زكاة المواشي فليس في الديار المصرية غالبا سائمة، وأَمَّا زكاةُ النبات فغالب مَن يَزرع من فلَّاحى السلطان أَو الأُمراء"، فقال القاضي الحنفى وهو زين الدين التفهني: "مرجع جميع الأَموال في إخراج الزكاة إلى أَربابها إلا زكاة التجارة فللإمام أَن يُنصَبَ رجلا يقيم على الجادّةِ يأْخذ من المسلمين رُبْعَ العشر، ومن أَهل الذِّمة نصف العشر، ولا يؤْخذ من المسلم في السّنة أَكثر من مرة".

وقال المالكي والحنبلى نحو ما قال كاتبه. وانفصل المجلس على ذلك وانفرجت عن التجار وغيرهم.

وفي جمادى الآخرة استقرّ ناصر الدين بن العطار في نظر القدس والخليل وصُرف حسن وصودر على مالٍ ثم تعصب له بعض الأُمراء، فخُفِّف عنه.

وفيه قدم الشريف شهاب الدين الذي كان كاتب السر بدمشق إلى القاهرة وخُلع على شهاب الدين بن الكشك بقضاء الحنفيّة وسافر.

وفي رابع عشر جمادى الآخرة ماتت زوجة السلطان أُمُّ ولده محمد فدفنها في المدرسة الأَشرفية التي شرع في بنائها في رأس الحريريين، وكانت وقفت عدّة أَماكن على جهاتِ برٍّ معينة، فطلب السلطان المكاتيب وحرقها (٢) واستولى على الأَماكن المذكورة بعد أَن ثبتت (٣)، وحكم بها العيني.


(١) أمامها في هامش ث: "عقد المجلس بسبب أخذ الزكاة من التجار والمنع من ذلك".
(٢) في هـ "خرقها".
(٣) كلمة غير مقروءة.