للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي أَواخر شعبان أَطلق السّلطان أَهل الحبوس حتى أَهل الجرائم ظنًّا أَن في ذلك قربةً، والله المستعان.

وفى ثالث عشر جمادى الآخرة وصل علاء الدين على (١) ابن موسى الرومى وكان وصوله في البحر إلى دمياط ثم وصل في بحر النيل إلى بولاق فتلقَّاه العينى وأَنزله بجواره وأَطلعه إلى السلطان، فسلم عليه في مستهل رجب وامتحنه كاتب السر (٢) مسأَلةٍ فبهت فلم يجب عنها وبادر العيني فأجاب عنه.

وفى الثالث من رجب استقر الشيخ علاء الدين الرومى على بن موسى في مشيخة الأَشرفيَّة وحضر إجلاسه جماعةٌ من الأَعيان وكان أَكرمه السلطان إكراما زائدا، فلما كان في شهر من رمضَان أرسل إليه جملةً من القمح والسكر والذهب، ثم استأذنه في الحج فأَعطاه مركوبًا ونفقة ووصّى عليه من حج من صحبته من الأمراء.

* * *

وفيه توقّف النِّيل في العشر الثاني من مسرى ونقص إصبَعا وأَمطرت السماء، وجرت العادة أنَّ المطر إذا وقع والنيل في زيادةٍ نقص، فاضطرب الناس لذلك وهاجوا، وازداد سعر القمح سبعين درهمًا كلُّ إردب، فلطف الله وزاد النقص وكسر الخليج في ثالث عشرى مسرى واطمأَن (٣) الناس وتراجع السّعر.

وفى ثالث عشرى رجب استأذن ابن الدَّيرى في السفر إلى القدس، فيقال خشي أَن يدخل رمضانُ فيُلزَم بحضور سماع مجلس الحديث فيجلس الهروى فوقه، فاتَّفق أَن البخاريَّ لما قُرئ حَضر السلطانُ وعن يمينه الشافعيُّ ثم الحنفيُّ ثم المالكيّ، وعن يساره الهروى ثم الحنبلي


(١) هو على بن موسى بن إبراهيم بن مصلح الدين الرومى الحنفى، ولد سنة ٧٥٦ وتنقل في سمرقند وشيراز وهراة، وقدم مصر سنة ٨٢٧ ثم خرج منها وعاد إليها سنة ٨٣٤، انظر الضوء اللامع ٦/ ١١٨، هذا وقد جاء أمام هذا الخبر في هامش ث: "قدوم العلاء الرومى القاهرة".
(٢) في هـ "كاتب السر ابن حجى".
(٣) عبارة "واطمأن الناس" غير واردة في هـ.