للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شيخِها أساءةُ أدبٍ في حق القاضي الحنفى فعزَّره بالكلام وأَقامه من المجلس، ثم شكا الحنفى لمن حَضر من المباشرين فبلَّغوا الأَمر للسلطان فأَمر بإخراجه من المدرسة فكشف الحنفى رأْسه، ثم أَصلح بينهما ناظرُ الجيش، وصَرف رأْى السلطان عن عزْله بعد أَن كان أَمر بتقرير الشيخ سراج الدين قارئ الهداية مكانه، واشترط عليه لزوم الأَدب في البحث وترك البحث بعده (١).

وفي الثاني من شهر رجب صُرف الهروى عن قضاء الشافعية وتقرر (٢) كاتبه، [ولقد] قرأْت بخط قاضي الحنابلة محب الدين: (كان يوما مشهدًا وحصل للناس سروران عظيمان، أَحدهما بولايته لأَن محبته معروفة في قلوب الناس، والثاني بعزل الهروى فإِنَّ القلوب كانت اتفقت على بغضه لإساءته في ولايته وارتكابه الأمور الذميمة، وفى الثامن من رجب توجه القاضي المستقرّ إلى مصر في موكب عظيم ومعه من القضاة ونوابهم والفقهاء من لا يكاد يحصر، وكان يوما مشهودًا"، انتهى ما نقلته من خطه.

ورحل الهروى من القاهرة خِفْيَةً من شدة مطالبات الناس له وذلك في التاسع عشر منه.

* * *

وفي رجب هيَّأَ الأَشرف العسكر الذي ندبه لغزو الفرنج - وأَميرهم جِرباش الحاجب الكبير - وأنْفق فيهم، وعَيَّن لذلك جماعةً من الأمراء، وسافروا في شهر رمضان فوصلوا إلى ساحل المَاغُوصة في سادس عشرى شهر رمضان، فسمع بهم صاحبها فبذل لهم الطاعة وجهَّز لهم لهم الأَموال ودلَّهم على عورات صاحب جزيرة قبرص فأَقاموا ثلاثة أَيام، ثم توجهوا إلى جزيرةٍ فى البحر فيها الماء الحلو فتزوّدوا منها، ووقع لهم بعض الفرنج في البحر فقاتلوهم إلى أَن فرّ الفرنجُ ورجع المسلمون إلى أَماكنهم، ثم التقوا في البرّ فانكسر المشركون أَيضا


(١) فراغ في بعض النسخ، وفى هامش هـ "الهروى".
(٢) أمامها في هامش هم بخط البقاعي: "هـ تقدم أن المصنف ولى القضاء في محرم سنة سبع وعشرين فليت شعرى متى عزل وولى الهروى حتى عزل به الهروى في هذا الحد قد تقدم عزله قبل بأربع ورقات ما عرف لا"، ثم جاء بخط آخر يخالف خطط البقاعي:. . . . فإن المصنف] تولى في محرم سنة 37 وعزل في ذى القعدة بالهروى ثم عزل الهروى في سنة 38 ومات في … ".