(٢) جاء بعدها فى ز "ذكره المؤلف في معجمه وبالغ في ذمه، وقال فيه ابن قاضي شهبة: ولد سنة بضع وستين وتقدم، وجرت له أمور وتعصب عليه جماعة البلقيني وحصلت له إهانة عند تمر، ثم دخل بلاد الشام غير مرة وسكن القدس، وفوض إليه نوروز الصلاحية ببيت المقدس، وولى قضاء الشافعية بمصر عوضا عن ابن البلقيني، ورافعه أهل القدس ثم رجع إلى القدس على تدريس الصلاحية، ثم ولى فى أيام الأشرف برسباى كتابة السر بالقاهرة مدة يسيرة ورجع إلى القدس على تدريس الصلاحية وحج في تلك السنة، وعاد إلى القدس وأقام ملازمًا للاشتغال والفتوى والتصنيف، وكان إمامًا عالما غواصا على المعاني، حفظ متون أحاديث كثيرة، وكان يسرد جملة من تواريخ العجم، وكان رئيسًا مهابًا حسن الشكالة ضخما لين الجانب على ما فيه من طبع الأعاجم. ولقد سمعت الشيخ شهاب الدين بن حجى يثنى عليه ويتعجب من سرده لتواريخ العجم. وقال الجمال الطيماني إنه يحل الكتب المشكلة ويخلص منها، وصنف شرح مسلم وغيره، وبنى بالقدس مدرسة ولم تتم" انهي. وممن أثنى على علمه القاياتي والعلاء القلقشندى وجمع له. واسمه محمد بن عطا الله بن محمد بن محمود بن أحمد بن فضل الله بن محمد ابن محمد الرازي الهروى الشافعي، مولده بهراة سنة ٧٦٧، وكان إمامًا بارعًا في فنون من العلوم، ويقرئ في المذهبين الشافعي والحنفى والعربية والمعاني والبيان ويتذاكر بالآداب والتاريخ، ويستحضر كثيرًا من المتون، وله تصانيف تدل على غزير علمه واتساع نظره وتبحره في العلوم"، أما في نسخة هـ فقد جاء بعد ما في المتن "في ثامن عشر ذي الحجة، وكان شيخا طوالا أبيض اللحية مليح الشكل إلا أن في لسانه مسكة"، على أن الوارد في نسخة ظ بخط ابن حجر نفسه (ورقة ٣٥٠ أ) قوله: "والقاضي شمس الدين الهروى شمس بن عطاء الله بن ..... الرازي الأصل، وكان يكتب أيام قضائه: محمد بن عطا الله. وقد تقدمت أخباره مفصلة في سنة ثماني عشرة وفى سنة إحدى وعشرين وفى سنة سبع وعشرين وكان قد حج في سنة ثمان وعشرين ثم رجع إلى القدس فمات وهو شيخ الصلاحية في ثامن عشر ذي الحجة"، ويلاحظ أن السخاوى قال في الضوء اللامع ٨/ ٣٥٩ "ذكره ابن حجر في إنبائه محيلا على الحوادث"، ولكن الشذرات ٧/ ١٩٠ قالت: " … قال ابن حجر كان شيخا طوالا أبيض اللحية مليح الشكل إلا أن في لسانه مسكة"، وهي نفس عبارة هـ، غير أن الشذرات لم تبين ما إذا كان ذلك من الإنباء أم غيره. أما هراة - بالفتح - فمدينة من أمهات مدن خراسان، انظر مراصد الاطلاع ٣/ ١٤٥٥.