للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمتجر الكارمى ومجلس القاضي فخر الدين القاياتي ودروس الشيخ شمس الدين المراغى، ثم حصَّل مالًا واتَّجر فيه إلى اليمن في سنة ثمانمائة ثم عاود البلَاد مرارًا، واتَّسعت حالُه جدًّا بزواج (١) بنت الهُورِينى التي هي شيختنا أُم هانئ بنت القاياتي بعد موْت زوجها ألْجَيْبُغَا والد الشيخ سيف الدين الحنفى فاستولى على تركة القاياتي بعد موته وأَدْخل معه منها من شاء، وبنى مدرسة مقابل حمام جندر ومات قبْل أَن تكمُل وأَوْصى لها بأَربعة آلاف دينارٍ لتكميلها، وصيّرها أولادُه بعده جامعا وأَبطلوا ما كان صيّره هو من كونها مدرسةً ولم يُقرر (٢) لها تدريسًا، وحصل في ذلك خَبْطٌ كبير. مات في أَوائل صفر.

٥ - حسن بن عجلان بن رُميْثة (٣)، واسمه مُنْجِد بن أَبي نُمَىّ محمد بن أَبي سَعد حسن بن أبي غرير بن قتادة بن إدريس بن مُطَاعِن بن عبد الكريم بن عَابس بن حسين بن سلمان بن علي بن عبد الله بن محمد بن محمد بن موسى بن عبد الله بن الحسن المثنى بن أَبى محمد الحسن السبط بن على بن أَبى طالب، الحسنى أمير مكة السيد الشريف، وكان قدم صحبة قُرْقُمَاس من الحجاز في المحرَّم واجتمع بالسلطان وقرّره في إمرة مكة على عادته، وأُلْزِم بثلاثين أَلف دينار وأَحضر منها خمسة آلاف، وأقام ليتجهَّز فتأَخَّر سفرُه إلى أَن كان! يوم الخميس سادس عشر جمادى الآخرة فمات وقد ناف على الستين.

وكان أولَّ ما ولى الإمرة بعد قتْل أَخيه على بن عجلان في ذي القعدة سنة سبعٍ وتسعين فكانت مدّة إمْرته اثنتين وثلاثين سنة سوى ما تملَّكها من ولايةِ غيره، وكان في هذا الشهر قد تجهَّز وأَخرج أَثقاله ظاهر القاهرة؛ وقدم ولده بركات (٤) في رمضان من مكة فالتزم بما بقى على والده والتزم في كل سنةٍ بأَن يحمل عشرة آلاف دينار، والتَزَم بَأن يكون


(١) في هـ: "وتزوج". أما بنت الهورينى فهى أم هانيء بنت على بن عبد الرحمن الهورينية الأصل وتسمى مريم أيضاء، وكان مولدها سنة ٧٧٨، وكانت قارئة محدثة حجت ١٣ مرة وماتت سنة ٨٧١ بمكة، انظر عنها الضوء اللامع، ج ١٢ ص ١٥٦ ترجمة رقم ٩٨٠، هذا وقد ورد فيه أن زوجها قبله لم يكن اسمه ألجيبغا ولكن هو الحسام محمد بن الركن عمر بن قطلوبغا البكتمرى.
(٢) في هـ: "ولم يدرس بها".
(٣) من هنا حتى عبارة "السبط بن على بن أبي طالب الحسنى" ص ١١، غير واردة في هـ.
(٤) راجع ترجمته في الضوء اللامع ٣/ ٥٠.