للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولايته نظر الجيش سنة خمسٍ وعشرين في صفر، ثم أضيفت إليه كتابة السر في جمادى الآخرة منها وصُرِف عن كتابة السرّ في سنة ثمانٍ وعشرين، ثم أعيدت إليه في ربيع الآخر سنة ثلاثين واستمر ما معه إلى أن مات يوم الأربعاء لست (١) بقين من جمادى الآخرة.

٩ - سعيد بن عبد الله المغربي المجاور بالجامع الأزهر وأحَدُ مَن يُعْتقد ويُزَار وكان عنده مالٌ جَمٌ من ذهبٍ وفضةٍ وفلوس، يشاهده الناس فلا يجسر أحد على أخذ شيء منه، وكان عنده ذهب هَرْجَة يخرجه أحيانا ويصففه، وقد شاع بين الناس أن من اختلس منه شيئًا أصيب في بدنه فلا يقربه أحدٌ، وكانت حوله قِفافٌ ذوات عدد ملأى من الفلوس، وكان يَحْضُر أحيانا ويغيب أحيانا إلى أن مات تاسع عشر ربيع الآخر بعد مرض طويل، وقد زاره السلطان مرة، ولما مات حمل المال الذي وجد له لبيت المال؛ وكانت جنازته حافلة.

١٠ - شرف (٢) بن أمير، السّرّائي ثم المارديني الكاتب المجوّد، تعانى الكتابة إلى أن أتقن الخط على طريقتي: ابن البواب وياقوت وتعلم منه أهل تلك البلاد، وقدم حلب على رأس القرن ثم حج في سنة تسع وعشرين، وذكر أن اللنك طلبه من صاحب ماردين فتغيّب هو كراهية من قربه من اللنك؛ ثم نزل حصن كَيْفا وسكنها وعلَّم الناس بها الكتابة، وقرّبه صاحبها. قرأتُ ترجمته في تاريخ القاضي علاء الدين بحلبٍ، أيَّده الله.

١١ - عبد الغني المعروف بابن الجيعان مستوفى الخاص، كان متموّلًا عارفًا بأمور الديوان وبالمتجر، وقد حجّ في سنة ستٍ وثمانمائة، ومات في جمادى الآخرة؛ وكان كثير السكون وفي لسانه لثغةٌ قبيحة، وعمر دارًا هائلة بقرب الجامع أخذ فيها أملاك الناس فَقُدِّر أَنْ آل نظرها إلى بنت زوجته التي كانت زوجًا لازبك الدويدار فباعَتْها بأبخس ثمن وهو ألف دينار في سنة إحدى وأربعين، وذكر لي كاتب السر كمال الدين - في سنة خمس وأربعين - أن مصروفها كان أكثر من عشرة آلاف دينار.


(١) من هنا حتى نهاية الترجمة غير وارد في هـ.
(٢) يؤكد السخاوي في الضوء اللامع ٣/ ١١٥٠ أنه كان حيًا سنة ٨٣٤ وينكر على ابن حجر إيراده وفاته سنة ٨٣١ بل يذهب إلى أن موته كان سنة ٨٥١، وقد أهملت الشذرات ذكر وفاته في كل من هاتين السنتين، غير أنه يدحض وفاته سنة ٨٥١.